رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. نمر السحيمي
د. نمر السحيمي

شيطنة محمد السحيمي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عرفت محمد بن رويشد السحيمي في منتصف التسعينات الهجرية وهو في الصفوف المتقدمة من المرحلة الابتدائية وأنا في بداية المرحلة؛ كان من طلاب المدرسة الكبار كما كنا نسميهم آنذاك فقد كانت المدرسة الابتدائية تعج بالطلبة ذوي البنية الكبيرة خصوصا في الصفوف العليا منها؛ كنت وزملائي الصغار في الصفوف الأولى ننظر للطلبة في الصفوف العليا كقدوة نتمنى أن نصل لما وصلوا أليه من معرفة بالأساتذة ومشاركات رياضية ومسرحية يرعاها مدير التعليم آنذاك عبدالعزيز الربيع رحمه الله ويحضرها بنفسه.
من تلك السنين بدأت أدرك أن محمد السحيمي كان في طريق الطموح الطويل الذي سكن نفسي بعد ذلك بأقل من ثلاث سنوات كما سكن نفسه، وتخرج محمد من مدرسة السقاف الابتدائية بتفوق ومضت السنون حتى تخرج من الثانوية قبلي بسنوات فأهلته نتيجته بالثانوية لقبوله في كلية الطب كطالب متفوق حتى غلب عليه الطابع الأدبي فترك الطب ليكمل تعليمه في بكالوريوس اللغة العربية من الجامعة الإسلامية أتبعها بالماجستير من جامعة الملك سعود بذات التخصص.
ولأن الطموح لا يقف عند حد حتى ليكاد أن صاحبه يطير بطموحه لكواكب أخرى واصل محمد السحيمي نجاحه من خلال الكتابة الصحفية والمسرحية سنوات طويلة..؛ ليستقطب كمتحدث في قضايا المجتمع والوطن والأمة في الكثير من قنوات التلفزة بالمملكة والعالم العربي.
لكن محمد السحيمي كموهوب ومبدع يفكر خارج الصندوق ظل يعاني ولا يزال من غربة في مجتمع نمطي له ثقافة وضعت لها قيود يراها السحيمي أنها عقمت أرحام المعرفة وعطلت العقول فظل يتمرد على هذه الثقافة حتى تصادم مع نقطة إعصارها ومرتكز نواتها ليبدأ المعركة وحيدا كرجل ضد أمة على حد وصف قناة الجزيرة القطرية في شأن آخر..
بدأ محمد السحيمي المعركة وأول خسائره منها حرمانه من دراسة الدكتوراه وإشغاله عن الإبداع العلمي بالإبداع في المواجهة حين (ارتكى) للخصوم بالمناورة وحيدا ينتقدهم تارة ويثيرهم تارة ويؤلب عليهم المجتمع تارة أخرى حتى بدأ مع سنين المواجهة ضعيفا ينحته (السكري) وتقتله الوحدة في بيته حين أثرت سهوم خصومه حتى على شريكته.
لم يضعف محمد السحيمي بالرغم من حجم طموحه المهدر وضخامة آماله المؤجلة وكثرة خصومه وضعف جسده وقلة من ينصره حتى من أهله..
إن محمد السحيمي كمواطن هو ربيب أسرة كريمة صالحة متدينة لا يشك أحد في سلامة عقيدتها والتزامها بشريعة نبيها صلى الله عليه وسلم الكاملة..
لكن محمد السحيمي تصادم منذ ظهوره كموهبة مع تيار الانغلاق وبدلا من أن تستثمر موهبته ليرتقي بها للوصول إلى قمم طموحاته وآماله حدث أن قام تيار الانغلاق بشيطنة هذه الموهبة لينشئوا خصما وضدا بدلا من أن يصنعوا رمزا من رموز الطب أو الأدب.
لقد واجه محمد السحيمي والكثيرون من أبناء الوطن استعداء بعض المحسوبين على الدعاة في الجامعات والمدارس والهيئات وغيرها من المؤسسات كان من الواجب أن يستقطبوا أمثال هذه المواهب وأصحاب الطموحات ويستخدموا معهم مراتب الاحتساب في حال خطأهم لا أن يستعدوهم بقتل طموحاتهم ظنا منهم أن بعض أهل الطموح سيركن لهم ويستسلم لمعركتهم.
إن محمد السحيمي يمثل المواطن المبتلى في نفسه أمام من شيطنوا موهبته منذ بداية حياته وللأسف كان هؤلاء أمام الناس هم القدوة ولازالوا بل ويتصورون أن من المستحيل الوقوف أمام ظلمهم وطغيانهم وأنهم قادرون على تكميم ودحر وإقصاء كل من يرى غير رأيهم ويسلك غير طريقهم.
إن النداء يتكرر لرجل المرحلة سمو ولي العهد أن ينقذ أبناء الوطن ممن قتلت مواهبهم وهم في طريق المواجهة تماما مثل الكاتب محمد السحيمي إن لم يفسح لهم مجال الطموح الذي جعله الإسلام حقا مشروعا لكل مسلم فالحكمة ضالة المؤمن أن وجدها فهو أحق الناس بها وسبيل العلم والتفكر لا يمكن أن يتعطل فيه العقل ويكون تابع لعقول الآخرين لأن عقيدة الإسلام واضحين وجلية وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم كاملة تامة لا مجال للمزايدة عليها لا في زيادة ولا نقصان.
وعودة إلى ما أثاره محمد السحيمي مؤخرا فإنني ضد ما قال عن المساجد والآذان ومؤسسة الحسبة إلا أنني على يقين أنه يقصد بعض الذين شيطنوا موهبته ووقفوا ضد طموحه ومواجهتهم غير المنهجية ولا الشرعية له منذ بداية حياته واعتبار ذلك منه مواجهة يستحقونها وإن كان ذلك منهم سحب له لمواجهة المجتمع وهو ما حصل.
وبالرغم من كل ذلك فلا يحق للكاتب محمد السحيمي أن يمس أصل الأذان أو المساجد أو شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأجزم أنه سينفي ذلك فيما لو ناقشته عن كلامه حول هذه المواضيع وسيثبت لكل من يسأله أن المجتمع قرأ كلامه كما قرأه خصومه وأنه ربما لم يقرأ قصده السليم إلا أستاذه عبدالله الغذامي ويكفيه ذلك حسب ما يراه. والله المستعان.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up