رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

الفرق بين الغبي والذكي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في زمان مضى وقبل أن تهل علينا وسائل التكنولوجيا الحديثة٬ وقبل أن يستوعب الناس مقولة (من سبق لبق) ­ أي إن الأفضلية هي للأول ثم الثاني ثم الذي بعده٬ وهكذا. كنت حينها من ضمن مجموعة كبيرة من طالبي الخدمة البريدية في غرفة ضيقة٬ وكل واحد منا يريد أن يتقدم على الآخرين بذراعه بواسطة المزاحمة والمعافرة٬ وقد انضربت خلالها من أحد المراجعين على شاكلتي٬ ورددت عليه الصاع صاعين عندما ضربته على شاكلته أيًضا٬ وزدت عليها بأن هرست بجزمتي على قدمه المنتعلة (زنوبة)٬ كل هذا لكي أصل إلى شباك الموظف المختص قبله٬ وما كدت أصل إليه بلحظات حتى أغلق الشباك فجأة٬ وتركنا في هرج ومرج واحتجاجات. وما هي إلاّ عدة دقائق وإذا بالموظف نفسه يدخل علينا من الباب وبيده طبق ممتلئ بالحلوى٬ وأخذ يقدمها لنا الواحد تلو الآخر٬ وأخذت أنا بدلاً من الواحدة اثنتين؛ واحدة وضعتها بفمي والأخرى احتفظت بها لطفلتي الصغيرة. وأعتقد أن ذلك الموظف الرائع كان ولا شك سابًقا لعصره٬ هل تصدقون أن الهرج والمرج في تلك الغرفة قد تلاشى٬ وأصبح كل واحد منا لازًما حده٬ ولا هم له إلاّ أن يلوك قطعة الحلوى بفمه؟! ومما أثار ضحكي هو منظر رجل ملتٍح٬ فبدلاً من أن يمصها مثل العالم والناس٬ أخذ يجرشها جرًشا بأسنانه الصفراء٬ ويبدو لي أنه لأول مرة في حياته يضع في فمه قطعة حلوى٬ وذهب بي خيالي التعبان إلى زوجته المسكينة متصوًرا أنه لا سمح الله يعاملها بالجرش مثلما يعامل قطعة الحلوى. *** أعود للماضي كذلك٬ ففي مقابلة تلفزيونية أيام (البلاك آند وايت)٬ استطاع أحد مقدمي البرامج أن يجمع ويستضيف المطربين المتنافسين وقتها (فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ)٬ وعتب فريد بكل سذاجة على عبد الحليم أنه يردد أحياًنا أن فريد بعمر والدي٬ فأقسم عبد الحليم أن هذا لم يحصل قائلاً بخبث: أنت غلطان٬ فالواقع أنني كنت أقول: إنك في عمر جدي. وهذا الموقف ذكرني بالزوجة القبيحة الشاكية التي دبتها خناقة مع زوجها قائلة: إنك لم تتزوجني إلاّ من أجل فلوسي٬ فرد عليها زوجها قائلاً: أنت كذابة٬ فإنا لم أتزوجك إلاّ لأن لا مال لدي ­ انتهى. طبًعا مع الفارق٬ وأرجو المعذرة من فريد وعبد الحليم إذا كانا يسمعانني في قبريهما. *** الموظف المجتهد (الغبي) هو من يذهب إلى العمل قبل نصف ساعة من ذهاب مديره٬ أما الموظف (الذكي) فهو من يسبق مديره بنصف دقيقة. هذا قبل حكاية (البصمة) ­ الله لا يبارك فيها. والحمد أنني الآن خالي شغل٬ يعني باختصار مدير وموظف مع وقف التنفيذ٬ (وأبصم) بالهوى على كيفي. نقلا عن الشرق الاوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up