رئيس التحرير : مشعل العريفي

من هو العالم المسلم الذي احترف عزف الموسيقى وألف "كتاب الأغاني" وتحدث 70 لغة؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: "كان يجيد الحديث بـ 70 لغة.. واخترع العديد من الآلات الموسيقية، وكان عازفًا محترفًا يبكي ويطرب سامعيه".. هذه كانت محطات من تاريخ الفيلسوف المسلم الفارابي.
فمن هو "أبونصر محمد الفارابي"؟ هو عالمًا فذاً ولقب بـ "المعلم الثاني"، حيث إن المعلم الأول هو الفيلسوف الإغريقي أرسطو، الذي عمل الفارابي على الاهتمام بمؤلفاته وشرحها والتعليق عليها.
ولد الفارابي في تركستان عام 260 هجرية، وكان والده قائدًا في الجيش، وتلقى تعليمه ببخارى وبغداد، حيث جمع الاهتمام بمعارف جمة من اللغة إلى الفلسفة والموسيقى والطب والرياضيات، ما أعطاه صفة العالم الموسوعي. وشكلت كتاباته الفلسفية تمهيداً للكثيرين من بعده، ولعب دوراً في فصل اللاهوت عن الفلسفة.
الموسيقى في حياة "الفارابي" ألف الفارابي كتاباً بعنوان "كتاب الأغاني"، واخترع العديد من الآلات الموسيقية كما كان عازفًا مجيدًا يبكي ويطرب سامعيه بالعزف. وسافر كثيرًا إلى أن انتهى به المقام بدمشق وتوفي بها عن ثمانين سنة، عام 339 هجرية الموافق 950 ميلادية.
70 لسانًا يروى المؤرخ ابن خلكان أن الفارابي يتحدث 70 لسانًا، وهو ما شكك فيه كثير من الباحثين، لكن المعروف أنه كان يجيد التركية والفارسية واليونانية والعربية، نسبة لوجوده في بغداد التي شكلت ملتقى للثقافات في تلك الأزمنة.
ويرى ابن خلكان أن الفارابي فرغ جزءًا من عمره لتعلم الألسنة، بإشارته إلى أنه بعد أن وصل بغداد، كان يعرف اللسان التركي وعدة لغات غير العربي، "فشرع في اللسان العربي فتعلمه وأتقنه غاية الإتقان"، ومن ثم اشتغل بعلوم الحكمة.
المدينة الفاضلة اشتهر الفارابي عند الكثيرين بمدينته الفاضلة، التي توازي المدينة الفاضلة عند أفلاطون، وفي مدينة الفارابي، فإن أهلها يبحثون عن السعادة التي يطلبها جميع الناس عن طريق العقل.ليخلص لنا إلى أن فكرة السعادة مرتبطة بالعقل والوعي والإدراك، وأن الجاهل لن يكون سعيدًا. وركز الفارابي على مفهوم السعادة في حياة الإنسان، واستطاع من خلال معرفته بالفلسفة اليونانية وأفكاره الخاصة وأسفاره أن ينشئ مذهبه في هذا الإطار.


آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up