رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد عامر الأحمدي
فهد عامر الأحمدي

الثراء يختلف عن (الشعور بالثراء)

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

هل يجب أن تكون ثرياً كي تشعر بالثراء؟
الجواب بكل ثقة (لا).
بل على العكس تماما، ستشعر بحال أفضل بمجرد إدراكك أن الشعور بالسعادة والاكتفاء لا يتعلق دائما بالمال.. لا أحاول تصنع المثالية وإنكار أهمية المال وحبنا له (حبا جما) ولكنني أحاول فقط تنبيهك إلى وجود فرق حقيقي بين الثراء من جهة، (والشعور بالثراء) من جهة أخرى..
فرب ثري يشعر بالفقر والدونية لمجرد أنه يملك عشرة ملايين وليس عشرين مليونا كصاحبه.. ورب فقير مرتاح البال، ويملك قناعة فعلية باستحالة وصوله لطبقة الأغنياء فيعيش في قناعة وكنز لايفنى..
.. لا ينكر أحد أن ارتفاع رصيدنا بشكل مفاجئ يعقبه شعور سريع بالغبطة والسرور. ولكنه بدون شك شعور مؤقت يزول بعد فترة قصيرة من استيعابنا له وتعودنا على وجوده (وجميعنا جرب ذلك في مناسبات عديدة).. وهذا يعني أن المال يجلب السعادة فعلا؛ ولكن لفترة محدودة وعند سقف معين يتلاشى حين نتعود عليه خلال وقت قصير أو نحقق من خلاله احتياجاتنا المعلقة منذ وقت طويل!
وفي الحقيقة؛ حتى حين نتحدث بلغة الأرقام تلاحظ أن ما يزيد على حاجة أي ثري يتحول تلقائيا إلى مجرد أرقام بنكية لا تعني له الكثير.. قد يطمئن لوجودها ولكنه لا يفكر بأنها أصبحت مجرد بيانات الكترونية وسندات قانونية تتناقلها البنوك وتستثمرها كيفما تشاء.. وفي المقابل رب قريب له لا يملك مثله أرصدة كبيرة ولكنه يصرف مثل صرفه ويعيش مثل عيشه، بل ويتفوق عليه من حيث راحة البال كونه لا يقلق على رصيده في البنوك أو استثماراته في سوق الأسهم..
إذاً هناك فرق حقيقي بين الثراء و(الشعور بالثراء)...
جزء من هذه الحقيقة تعلمته من خلال جولاتي حول العالم؛ فقد دخلت قصورا وزرت بلدانا وشاهدت عجائب لا أملكها.. وفي المقابل هناك أثرياء يملكون قصورا في أوروبا وأميركا وجزر الكاريبي أصبحوا مقيدين بزيارتها دون معرفة غيرها.. لا أعتقد أنه من الذكاء امتلاك قصر لا يزوره صاحبه غير مرة في العام، أو طائرة خاصة يمكن الاستعاضة عنها بأوسع كرسي في أضخم طائرة تجارية..
في هذا اللحظة سيبتسم ساخرا من يملك قصرا وطائرة خاصة، ولكنني سأبتسم أكثر حين أتذكر أنني شاهدت أكثر مما شاهدوا دون الحاجة لصرف ثروة صغيرة، والشيطان يكمن في التفاصيل..
.. وبالطبع لستَ مجبرا على الاقتناع بكل هذا الكلام؛ ولكن ماذا لو كان (كل هذا الكلام) هو فعلا حال 99% من السعداء من البشر؟
ماذا لو أن الواحد بالمئة المتبقي يضحون فعلا بأنفسهم وصحتهم وترابطهم العائلي من أجل بناء ثروات يتركونها للبنوك خلال حياتهم.. وللورثة بعد وفاتهم..! نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up