رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أحمد العرفج
أحمد العرفج

كُتب بلا مُقدِّمات.. كولائم بلا مقبّلات!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كِتَابة مُقدِّمات للكُتب؛ أَمرٌ يَستَوعب الجَدَل الطَّويل؛ بَين مُؤيِّد ومُعَارِض، فهُنَاك كُتب بِلَا مُقدِّمَات، وهُنَاك كُتب تَفوق «مُقدِّمَاتها» الكُتب نَفسها، وهُنَاك كُتب هي المُقدِّمة والوَسَط والمُؤخِّرة، مِثل كِتَاب «مُقدِّمة ابن خَلدون»..! يَقول الأُستَاذ «عكاب سالم الطاهر» في مُقدِّمة كِتَابه: «مَوضُوعَاتٌ في الكِتَابة»، بَعد أَنْ أَدرَكته الحيرَة؛ هَل يَكتُب مُقدِّمة لكِتَابهِ أَمْ لَا؟: (في خَمسينيّات القَرن المَاضي، وقد كُنتُ في بِدَاية العقْد الثَّانِي مِن العُمر، أَهدَتني إدَارة المَدرسَة الابتدَائيّة ديوَان «التّيار»، للشَّاعِر «أحمد الصَّافي النَّجفي»، وقَدَّم «النَّجفي» دِيوَانه ببَيتين مِن الشِّعر، هُمَا: يُقدِّم تَيّاري إلَى النَّاس نَفسه ولَيسَ لَه إلَّا الهَديرِ مُعرِّفُ ولَيسَ بمحتَاجٍ مُقدِّمةً لَه مُقدِّمة التّيار مَا سَوف يجرِّفُ ولَكنِّي عَلى خِلَاف مَا انتهَى إِليهِ الصَّحافي «النَّجفي»، كُنتُ بحَاجةٍ إلَى مُقدِّمة للكِتَاب)..! وللَأمَانَة، فإنَّ بَيتي شِعر «النَّجفي»، هُمَا أشهَر مَا يُقال في عَالَم المُقدِّمَات، لأنَّه أكَّد أنَّ مُقدِّمة ديوَانه «التّيار»؛ هي مَا سيَجرفه مِن الأشيَاء، وهَذه إجَابَة ذَكيّة وطَريفَة في نَفس الوَقت، ولَا يُمكن أَنْ يَنسَاهَا مَن قَرَأَهَا، لأنَّها مِن المَقولَات المُميَّزة التي تَنْحَفر في الذَّاكِرَة..! بَعد هَذا الجَدَل، دَعوني أُصرِّح بكُل ارتيَاح قَائلًا: إنَّ المُقدِّمةَ شَيءٌ ضَروري، وعِندَما كُنَّا في بريطَانيا، كُنَّا نَأخذ دَورَات في مَعرفة مَاهيّة الكُتب وسُرعة القِرَاءَة، وكَانت أَوّل خُطوة في القِرَاءة؛ هي إلقَاء نَظرَة سَريعة عَلى المُقدِّمة والفهرس، كنَوعٍ مِن النَّظرَة الشَّرعيّة للكِتَاب، التي تَجعلك إمَّا أَنْ تُقْبِل عَلَى الكِتَاب، أَو تَضعه عَلى الرَّف، حَيثُ يَستقرّ..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَن أُذكِّر القُرَّاء بعِبَارة: «الكِتَاب مِن عنوَانه»، لأُصحِّحها بقَولي: «الكِتَاب مِن مُقدِّمته»، وقَد نَشَأَتْ عندي عَادة مُنذ عِشرين عَامًا، وهي قِرَاءة المُقدِّمة قَبل شِرَاء الكِتَاب، فإذَا انسَجمتُ مَعها، تَمَّ عَقد نِكَاح القِرَاءَة، وإذَا لَم أنسَجم مَعها، أَرمي الكِتَاب غَير مَأسوفٍ عَليه، قَائِلاً: «القِرَاءة قِسْمَة ونَصيب»..!! نقلا عن المدينة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

آخر الأخبار

arrow up