رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

النظرة الشكلية المظهرية في نطاق ديننا !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لعل أسوأ وأفدح أثار الشكلية والمظهرية تكون عندما تنعكس في فهمنا وسلوكنا الديني الإسلامي ، فهنا تبلغ المأساة ذروتها . فالدين ، والإسلام بوجه خاص – طالما أن أهل هذه البلاد قد من الله عليهم بنعمة الإسلام إلا أن الإسلام في نظر الكثيرين -إلا من رحم ربي – اختزل في شكليات مظهرية لا أثر لها ولا قيمة ترجى على مستوى السلوك والفكر والوجدان . ولعل ذاكرة العديد منا لايزال يرن في مسامعها قول أبو الطيب المتنبي معايراً أهل مصر قائلاً : أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ؟ ولا أدري من الذي عمل جاهداً – سواء عن جهل أوقصد – لأن يشيع بين الناس قناعة مغلوطة بأن الدين ، والإسلام على وجه الخصوص ، إنما أنزله الله على الناس مركزاً على الشكليات المظهرية ، من أداء للفروض وكأنها مجرد طقوس ، الى محاكمات متطرفة وعنيدة لشكل الملبس ومقاساته للرجال والنساء ، وملاحقة الناس في الطرقات والأسواق لمجرد الشك ، وكأن المسلمون دون سائر خلق الله في أرضه الوحيدون المتهمون بالكفر والفسوق والزندقة والعهر . في حين وضع رسول هذا الدين عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم قاعدة شرعية تنص بدرء الحدود ،( حتى الحدود) بالشبهات . ونحن نفعل العكس حين نطارد الناس ونجرمهم بمجرد الشبهات . وإذا كانت النوايا – بل وحتى الأعمال –بنتائجها ، فأسأل نفسك إلى أين قادتنا هذه النظرة الشكلية المظهرية في نطاق ديننا ؟ تجد الإجابة واضحة في حيثيات واقعنا اليومي . لقد أفرزت أسوأ ظاهرتين تتمثلان في نموذجين ، ولا يمكن لعاقل أن يعتقد بأنهما يمثلان النموذج المثالي بل وحتى الواقعي والحقيقي للدين الإسلامي . شريحة تمسكت وتعلقت بهذا الفهم السطحي للإسلام فكفّرت الناس ، وأعلنت الحرب على الجميع ، قتلاً وتدميراً ، حتى استطار شرها ليشمل المجتمعات المسلمة وغير المسلمة . وشريحة آثرت السلامة فعملت على تبني هذا المفهوم الشكلي الخاطئ لتأمن شر تكفيرها ، فاكتفت من الإسلام بما يفرضه عليها أولئك ، لتؤدي فرائض الله ، لاخشية من الله وتحرياً للحكمة البالغة من شعائر دينها ، لجعل الإنسان خليقاً بأن يكون خليفة الله في أرضه سبحانه وتعالى ، ولكن خوفاً من الناس ، رياءً بل ونفاقاً ، وبيان تفاصيل هذا باب واسع وعريض لاتسعه هذه المساحة ، وأن كنا تطرقنا لشيء منه في كتب ومناسبات ومقالات أخرى .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up