رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السيف
خالد السيف

داعش.. قل هي من عند أنفسكم..!! (1-2)

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ثمّة علاقةٌ وطيدةٌ تجمع ما بين: «عبدالله بن سبأ» وبين: «الصهيونية» ذلك أنّ كليهما مُنتجٌ لـ: «كسلنا» في سبيل إراحتنا من تبعاتِ: «المراجعة» لتراثنا التاريخي/ ولحاضرنا على نحوٍ صارمٍ من منهجيةٍ ركناها: الصدق/ والشفافية، وذلك أنّ كلفة: «العمل النقدي» مرهقة وطريقها وعرٌ محفوفٌ بالمخاطر ومُعبّدٌ بالزّلق فيما نحن أثبتنا – وبامتيازٍ – أنّه لا قِبلَ لنا بمشاق: «العمل النقدي» ومخرّجاته فنتائجه هي الأخرى طالما كانت موجعة/ وممعنة في فضحنا.. ولقد كان من شأن مفاجآت – نتائج العمل النقدي – تعارضها الصارخ مع جملةٍ مما هو من: «مُسلّماتنا» المنقّعة بـ: «يقين» لا يقبل بأيّ حالٍ أن تطاله أيّ مقاربةٍ لشكّ علمي يُحرّض على استعمال العقل تفكيراً.. وهي نتائج كانت في معظمها صادمة/ وثمنها باهظ تدفعه الأجيال المتعاقبة تِباعاً من فاتورة مستقبلها!! لا جرم إذن أنّه من السهل بالمرّة أن تُحمّل غيرك مسؤولية ما أصابك من إخفاقاتٍ تتوالى لتشكّل بالتالي تراكماً من نكوصٍ لا تجد أدنى غضاضةٍ من أن تُحمّله مِن ثَمّ ما يتمخّض عن ذلك من تبعات وهزائم متلاحقة..! لا مشاحة إذن في أنه البحث الدؤوب عن: «مشاجب» تُصنع على أعيننا ثم لا نلبث أن نعلّق عليها كلّ: «هزائمنا» في سبيل تبرئة: «الذات» المتضخّمة حدّ التأليه، والخلوص تالياً من ضنك: «التأنيب» في سبيل الظفر بـ: «ضميرٍ» مرتاحٍ حيث سيجد نفسه في منأىً عن أيّ محاكمةِ/ مساءلةٍ ستُثبت يقيناً أنّ صاحب هذا الضمير – وليس غيره – هو المتورط في كلّ ما لحق بـ: «الأمة» التي ينتسب إليها وذلك بما كسبته يداه..!! إنها: «الجناية الكبرى» حين نعمد إلى تسطيح أيّ: «ظاهرة» تستوجب دراسة معمّقة ابتغاء تكييفها على نحوٍ من قراءة أسبابها/ وتفكيك آليّة تكوينها.. تتحقق تلك: «الجناية الكبرى» يومَ أن نتعامل مع تلك: «الظاهرة» التي سيكون لها ما بعدها من شرور تتجذّر مكاناً وتمتد زماناً.. يوم أن نتعامل معها بتسطيحٍ مبالغٍ فيه فنبسّطها حين لا نكف عن أن نّصنّفها في حقل الاتهامات الجاهزة فنقحمها عنوةً في: «الدوائر الواسعة» وتلك الدوائر من شأنها استيعاب أيّ إخفاقٍ لنا ذلك أنّها مرنة (وتتمطط) فهي تارةً: (ابن سبأ) وتاراتٍ تأخذ هذه المسميات الأخرى: «ابن العلقمي» و: «المجوس» و«الخوارج» إلى أن نصل إلى «الماسونية» مروراً بـ «الشيوعية» ثم «الإمبريالية» حتى منتهى الدائرة الأوسع «الصهيونيّة العالمية» بالتواطؤ مع «الصليبية»!! لا يُخالجني شكٌّ بأن القارئ هو أكثر وعياً من أن يظنني بهذه الكتابة أنكر ما لتلك «الدوائر من ابن سبأ وبقية من ذكرت» من أسبابٍ ليس من أحدٍ يمكنه الاشتغال على إنكارها/ ونفي أثرها غير أنّها كانت عوامل «خارجية» نحن من نفخنا فيها الروح حتى بلغنا بها هذا المستوى الضخم من الحياة الأمر الذي استقر في عقلنا الجمعي أنّ تلك المسميات بمجموعها هي «على كلّ شيءٍ قدير» أو شيئاً مما يُشبه ذلك!! لنأخذ «داعش» أنموذجنا لهذه الحالة التي نحن عليها من «التسطيح» السمج لدراسة الظواهر «الخطيرة»، ذلك أنّ القول: إنّ داعشاً امتدادٌ «خارجي» لتلك الطائفة التي كان انبثاقها تاريخياً إبان خروجها على خليفة المسلمين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ولئن تقاطعت جملةٌ كبيرة من معتقدات «داعش» ورؤاها مع ما عُرف بعد باصطلاح «الخوارج» فإنه ليس بالضرورة أن يكونوا منتجاً لذات «الانحراف» الاعتقادي الذي خرج في بدئه من «ذي الخويصرة»! ويُمكنك أن تقول مثل ذلك «التسطيح» قراءةً لظاهرة «داعش» فيمن يقطع بأنّ «داعش» لم تكن سوى عمل «استخباراتيٍّ» وحسب! في حين أنّ «المسألة» أعقد بكثير مما نظن بادي الرأي.. ومتى ما بقينا على هذا التسطح – والهشاشة والكسل البحثي معرفياً فإن ثمّة منتجاً غير «داعش» مختلفاً عنها «اسماً» وأبشع منها أفعالاً وتوحشاً.. لعل خلطة هذا المنتج الجديد تُطبخ الآن على نارٍ هادئةٍ في قدور الساسة لينطلق – هذا المنتج الأكثر وحشية – من قمقمه من بعد ما تستنفد «داعش» كلّ الأدوار التي أنيطت بها!.. نقلا عن الشرق

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up