رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

رفقاً بالطفلة شهد

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

على غير عادتها دلفت الطفلة شهد لمدرستها (التمهيدي) وقد غشيها الحزن وهي التي كانت ملهمة السعادة فضحكاتها وحيويتها تضفي صخباً وتنثر بهجة.. المعلمة لاحظت تغيرها المفاجئ.
استهلت المعلمة حصتها على أمل أن يطرأ على شهد تغيّر يبدّد حزنها.. كابدت شهد تصارع هواجسها بينما أناملها الغضة تقلب كراريسها كأنها تنقب عبثاً عن ضالتها.
غالبها النعاس بل شهد هي التي استدعته لعله يسعفها بالهروب للسبات فهي غير راضية عن حالها إذ كانت تداعب زميلاتها ومعلماتها بين فينة وأخرى.
أسدلت المعلمة حصتها قبل أوانها وطلبت من أبنائها وبناتها الذهاب للمرسم سعياً منها لتغيير قتامة الأجواء لعل الحزن يحن ويغادر ملامح شهد فهي لم تعهده ولن تقوى على مصارعته، فالمنازلة محسومة سلفاً للحزن الذي يبدو أنه أرخى بظلاله وأبى إلا أن يسكن بين جنبات ضلوعها الطرية وأحاسيسها المرهفة.
أخذوا أماكنهم في المرسم فاختارت شهد مكاناً قصياً وانهمكت بالرسم بشغف كأني بها أرادت وبتحد بائن اغتيال حزنها بمداد تلاوينها.. المعلمة كان شغلها الشاغل النظر إلى شهد التي بدت أشبه بفنان تشكيلي فتارة تشيح بالنظر للمجهول بعينين زائغتين تائهتين، وتارة تشخبط.. فما أن اقتربت من شهد إذا بها ترى لوحه فنية مبهمة المعالم، أرادت المعلمة التعرف على شخوصها الأربعة.. متسائلة من هذه البنت الجميلة؟ فقالت هذه شهد .
ومن هذا الطفل الذي تعانقينه؟ فردت أخي.. ومن هذا؟ فقالت بشيء من التأسي.. أبي.. ومن هذه المرأة؟ فردت وبذات النبرة هذه أمي.
استغربت المعلمة تباعد ومجافاة أبويها وتجهمهما فكل منهما في ركن قصي فسألت شهد عن السبب.. فأجابت: والدموع تنهمر على وجنتيها لقد افترقا (تطلقا) وفي الاثناء انهمرت الدموع من معلمتها فأوعزت لزميلاتها المعلمات قائلة : رفقاً بشهد .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up