رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

أبوه بياع بليلة !!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كنا في مناسبة وإذ بأحدهم يبجل ويشيد بأحد الرجالات من الذين تبوأوا منصباً رفيعاً واستطرد في مسيرته وتدرجه الوظيفي وتوسله مدارج التدريب والعلم والثقافة.
قاطعه أحدهم ممتعضاً والغيرة تغمر محياه: هذا الذي تمدحه وتكاد تقول فيه شعراً كان «لا يفهم شيئاً» ويستجدي مني المعلومة فكفى تبجيلاً.. المفارقة أن هذا الرجل لم يحقق أي نجاح يذكر!… أقول للرجل الذي استشاطَ سخطاً وغيرة: إن استجداء المعلومة واقتفاء المعرفة قمة الحصافة وحسن التدبير مع أنني أشك أن ذلك الرجل كان يزوده بالمعلومة وإلا لما منّ وتبجَّحَ؛ فالسخاء بالعلم والمعرفة من أهم ملامح رجاحة الفكر، والدليل ها هو في مكانه والآخر تسنم أعلى المناصب وبجدارة.
وينطبق عليه قول الشاعر: «لله در الحسد ما أعدله.. بدأ بصاحبه فقتله». السؤال: لماذا يلجأ بعضهم للحط من كفاءة أرباب النجاح وتقزيم دورهم..؟. ما ورد قليل إذا ما قيس بمن يقذف الناجح والمرموق وظيفيّاً بأن والده كان يعمل «إسكافيَّاً» وبأن آخر يساعد والده «البليلاتي»، وبأن ثالثاً كان فوالاً وربما آخر قهوجي أو بائع «طواقي» إلى آخر القائمة.
ناهيك عن الذي لم يجد ما يعيب هذا الناجح فيلجأ لمناطقية مقيتة «أربأ بمجرد الإيماء بها». نقول لهؤلاء: كفوا عن تلك الترهات السمجة، وللمعلومية فهي ترفع من شأن هؤلاء وتكرس علوَّ مكانتهم فـ «الإسكافي، الفوال.. إلخ» أجلاء فوق العادة وجديرون بالاحترام والتقدير، بل ونتوجهم بالفخر بوصفهم استطاعوا رغم ضيق ذات اليد أن يمدوا المجتمع بكفاءات استطاعت أن تشق طريقها بالعلم والثقافة، وقبل هذا وبعده العفة ونصاعة اليد.
نختم بقول الشاعر جرول «أبو مليكة»: أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم.. من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up