رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. أحمد السيف
د. أحمد السيف

لا يتخلف أحدٌ عن الركب!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

العام يومهُ وجُلّهُ يتعين أن يكون إعلاناً دائماً يؤكد على احترام كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء أساس من كرامة الإنسان المتأصلة التي تستوعب كل بني البشر بتنوعهم البشري والطبيعي، والتي توجب تباعاً تعزيز حقوقهم، ومع ذلك فالأمم المتحدة منذ عام ١٩٩٢م أعلنت بموجب قرار الجمعية العامة ذي الرقم ٣/٤٧م أن الثالث من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام يوماً عالمياً للاحتفاء بالأشخاص ذوي الإعاقة، إذ تتخذ كل عام موضوعاً تعبوياً يتم تسليط الضوء فيه على جانب من جوانب حقوقهم مستنداً على مبدأ المساواة وعدم التمييز على أي أساس.
إجمالاً يُراد من هذا اليوم تعزيز وحماية وكفالة تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة تمتعاً كاملاً على قدم المساواة مع الآخرين بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ورفاههم في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمدنية والمشاركة في الحياة السياسية والعامة، ولإذكاء الوعي في المجتمع بأسره بحال الأشخاص ذوي الإعاقة ومكافحة القوالب النمطية وأشكال التحيز والممارسات السلبية الضارة التي تحاك ضدهم.
-
وبناء على عقود كثيرة من العمل في الأمم المتحدة في مجال الإعاقة، من خلال عدة قرارات وبيانات أصدرتها كأطر دولية لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مثل: - الإعلان الخاص بحقوق الأشخاص المتخلفين عقلياً. - الإعلان والبيان الخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة ١٩٧٥م. - مبادئ حماية الأشخاص المصابين بمرض عقلي وتحسين العناية بالصحة العقلية. - برنامج اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة م١٩٨٢. - القواعد الموحدة بشأن تحقيق تكافؤ الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة ١٩٩٣م.
-
دفعت اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي اعتمدت في عام ٢٠٠٦ قدماً بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم في إطار تنفيذ جدول أعمال ٢٠١٣ للتنمية المستدامة وغيره من أُطر الأعمال الدولية. قوة هذا الدفع جاءت بناءً على المبادئ التأسيسية السامية التي قامت عليها الاتفاقية كاحترام كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة المتأصلة واستقلالهم الذاتي بما في ذلك حرية تقرير خياراتهم بأنفسهم واستقلاليتهم؛ وعدم التمييز؛ وكفالة مشاركة وإشراك الأشخاص ذوي الإعاقة بصورة كاملة وفعّالة في المجتمع؛ واحترام الفوارق وقبول الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء من التنوع البشري والطبيعة البشرية؛ وتكافؤ الفرص؛ وإمكانية الوصول؛ والمساواة بين الرجل والمرأة؛ واحترام القدرات المتطورة للأطفال ذوي الإعاقة، وكذلك احترام حقهم في الحفاظ على هويتهم. موضوع يوم الإعاقة هذا العام ٢٠١٨ اتخذ له عنواناً: تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان الشمول والمساواة استند هذا العنوان على مبدأ المساواة وعدم التمييز من خلال اتخاذ نهج حقوق الإنسان للإعاقة الذي ينتهي مؤداه إلى الدمج الاجتماعي الشامل. إذ يركّز موضوع هذا العام على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة لتحقيق التنمية الشاملة والمنصفة والمستدامة، بوصف ذلك التمكين جزء لا يتجزأ من خطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠. وكان التعهد القائم في إطار جدول أعمال ٢٠٣٠ هو ‘‘ألا يُخلّف أحد عن الركب’’. ويمكن للأشخاص ذوي الإعاقة بوصفهم مستفيدين من التغيير وفاعلين فيه أن يُسرّعوا العملية الرامية إلى تحقيق تنمية مستدامة شاملة وتعزيز مجتمعات مرنة للجميع، وبخاصة في سياقات العمل الإنساني والتنمية الحضرية وخفض مخاطر الكوارث. وينبغي للحكومات والأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم، فضلا عن المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، أن تعمل جميعاً بروح الفريق الواحد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
- الاجندة ٢٠٣٠خطتها الطموحة للمجموعات الدولية أن تكون باتجاه السلام والازدهار، حيث كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة، والمساواة بين الجميع تطبق كمبدأ أساس عبر الثلاث ركائز المعهودة لعمل الأمم المتحدة: التنمية وحقوق الإنسان والأمن والسلام. انها معيار لكي تكفل في هذا الاعتبار المشاركة الكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة في كل مجالات المجتمع وخلق بيئات مُمكّنة للأشخاص ذوي الإعاقات. الاحداث هذا العام ستركز في كثير من جلساتها على التخطيط الحضري وخاصة على تخطيط المدن وأهمية أن تكون سهلة الوصول للجميع، وتقديم فكرة المدن الذكية لتمكين ذوي الإعاقة من استخدامها ومرافقها باستقلالية تحقق المساواة والشمول والاندماج الكامل. أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة وضعت أهمية بالغة للقضايا التي لها علاقة بالتحضر المستدام، خاصة بالهدف رقم (١١) جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومرنة وكذلك مستدامة مما يمكّن الأشخاص ذوي الإعاقة من الاندماج الاجتماعي الكامل.
.
.
د. أحمد بن صالح السيف عضو مجلس الشورى عضو لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
اليوم العالمي للأشخـاص ذوي الإعــاقة ٢٠١٨

arrow up