مرحلة ما بعد النفط!

الحديث عن تنويع مصادر الدخل استعدادا لمرحلة ما بعد النفط ليس جديدا، فأنا أسمعه مع إعلان كل خطة خمسية منذ نعومة أظافري، لكنه كان غالبا مجرد طموح لا يلامس الواقع بالشكل المطلوب! اليوم بت أشعر بأن هناك تفكيرا جادا بمرحلة ما بعد النفط، عبرت عنه خطط التحول الوطني وتأسيس الصندوق السيادي، فنحن ربما كنا أمام مشروع ولادة جديدة للمملكة العربية السعودية لمواجهة استحقاقات المستقبل! وعندما يجري الحديث عن مرحلة ما بعد النفط، فليس بالضرورة أن يكون المقصود نضوب النفط، فالنفط قد يبقى إلى الأبد لكن أهميته كمصدر ثمين وأساسي للطاقة قد تتراجع أمام ظهور مصادر طاقة جديدة، ولنا في التاريخ خير شاهد على مراحل صعود وهبوط الثروات الطبيعية وأهميتها عبر العصور ! مرحلة ما بعد النفط لا تتعلق بالمال وحده، فالإنسان هو الثروة الحقيقية، وتأهيله معرفيا ومهنيا هو الضمانة الأساسية لتحقيق النجاح في مواجهة تحديات المستقبل وتلبية متطلبات التغيير، فالإنسان المؤهل هو الركيزة الأولى لبناء بيئة منتجة تقضي على سوء الإدارة وتقمع الفساد وتؤسس لثقافة مجتمعية ترسخ احترام الأنظمة والقوانين وإدراك الواجبات والحقوق! العالم يتغير سريعا، وحدهم الذين يتغيرون يمكنهم التكيف مع متغيراته!
نقلاً عن عكاظ