رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خلف الحربي
خلف الحربي

مكان الولادة: شيول !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بحسب «عكاظ» فقد أنقذت فرق الدفاع المدني في إحدى قرى الجنوب سيدة على وشك الولادة داهمت السيول منزل أسرتها عبر نقلها بـاستخدام الجرافة ذات الرافعة الشوكية (الشيول)، ونحمد الله على سلامة هذه السيدة وجنينها ونشكر رجال الدفاع المدني الذين خاضوا هذه المغامرة حتى أوصلوا السيدة إلى الجانب الآخر من الوادي.
ومن يدري فمع ورطتنا المستمرة مع السيول قد يظهر عدد أكبر من المواليد الذين يبصرون النور وهم في جوف رافعة الشيول وقد يكون هؤلاء المواليد هم أملنا في المستقبل لحلحلة عقدتنا الأصيلة مع البنية التحتية وهي عقدة ضخمة وغير مبررة ولا تليق ببلد بحجم المملكة وإمكاناتها وطموحات إمكاناتها.
ففي ذات العدد من «عكاظ» نشر حوار مؤلم مع والد الشاب الذي سقطت سيارته في حفرة الرحيلي المغمورة بالمياه الآسنة، وكان المقاول قد ترك هذه الحفرة الهائلة في منتصف الحي السكني وأوقف مشروعه، وهكذا لا بلدية ولا أمانة ولا شركة مياه ولا أي أحد في العالم استطاع أن يجبره على أن يصلح ما أفسده رغم شكاوى الأهالي المستمرة في وسائل الإعلام، وحين نزل الغواصون إلى الحفرة التي سقطت فيها سيارة الشاب الغريق اضطروا لأخذ حقن تحصنهم من تشكيلة الأمراض التي تعج بها الحفرة ما يعني أن وزارة الصحة كان من المفترض أن تشق الجيوب وترفع العويل على أطراف البحيرة بسبب الأخطار الصحية المترتبة على إهمالها ولكن يبدو أنها حتى هذه اللحظة غير معنية بالأخطاء التي ترتكبها بقية الوزارات وتفضل أن تركز على أخطائها.
باختصار نحن نحتاج من حكومتنا الشابة أن تستخدم أكبر شيول في العالم لجرف كل هذه المكاتب الزجاجية الأنيقة التي عبثت بالبنية التحتية في العديد من مناطق البلاد لأن النتيجة المخجلة لا تتوافق أبدا مع الكلفة العالية للمشاريع، وكذلك فإن سلامة البنية التحتية وكفاءتها هو الشرط الأول كي يكون بالإمكان المضي قدما في الخطط الاقتصادية والتنموية الجريئة التي تم الإعلان عنها مؤخرا .. فمن دون وجود الشيول لن تكون الطريق سالكة باتجاه غد مختلف وستغرق الطموحات الكبيرة في حفرة صغيرة لم يكن لوجودها أي داع على الإطلاق.
نقلاً عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up