رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

العالم الافتراضي يقتل الأسماك وأشياء أخرى !!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تدور أحداث قصة (لكي لا تموت الأسماك ) للكاتب والشاعر اللبناني حسن عبد الله حول معلم يطلب من تلامذته في الصف الأول أن يرسموا سمكة فبدأ الجميع بالرسم لكنه حين يمر بأحدهم ويدعى باسم إذ به رسم سمكة داخل حوض يحوي الماء والاصداف وقليل من العشب والرمل فأخذ المعلم الورقة من تلميذه طالباً منه ان يعيد رسم السمكة من دون تلك الإضافات فرسمها ميتة! وحين سأله المعلم عن السبب أجاب التلميذ : أن السمكة لا يمكن أن تعيش بلا ماء وما كان من المعلم إلا الاستجابة للتلميذ وطلب من رفاقه في الصف أن يجعلوا السمك المرسوم على أوراقهم يسبح بالماء.
استدعيت هذه القصة لربطها بغائيات العالم الافتراضي الرقمي او (الخيالي) ان صح الوصف.... فالتلميذ باسم بطل القصة رفض تقبل رسم السمكة بلا ماء وهذا دليل بان العقل البشري السوي يرفض الغير منطقي واللامعقول ولا يجسده وإن كان على صيغة رسم.
. ما أريد إيصاله ان لعبة العالم الافتراضي وان شئت الخدعة الكبرى هي تكريس فكرة كل ما هو غير واقعي وتحويره بالحيل الى واقعي بتقنية فائقة باستخدام البعد الثالث (3D) او ما يسمى بالتجسيد الاحترافي فيقدم المخرجات على هيئة نماذج مماثلة للواقع! فتُشعر المستخدم كأنه مغموس بالواقع المحيط.
جدير بالذكر أنه مع تكرار تلك المشاهد الايحائية يبدأ التعايش والتقمص الفعلي اللاإرادي فيصبح العالم الافتراضي هو الواقع فيبدأ الصراع بين ما تقمصه من عوالم افتراضية والعالم الواقعي الحقيقي من هنا تكمن الخطورة بوصفها تلك العوالم (مجسمات) بلا روح ومشاعر وتتجلى خطورتها باستسهال الفضائع وتسفيه المبادئ وبكلمة أوضح نبذ السائد والمألوف والتطلع لكل ما هو غريب وملفت حتى وان كان من طريق المغامرة ومحفوف بالمخاطر المحدقة كـ ( لعبة الببجي مثلاً ) المهم ان يجرب كل شيء وأي شيء .
غاية الأمر يتعين علينا الانتباه ملياً لجهة أبنائنا بعدم تركهم ينغمسون بتلك العوالم ومحاكاتها وان نكرس لديهم الواقع بمفاهيمه وقيمه ونعيدهم الى حيث بيئتهم الحقيقة وإلا فالمسألة ليس مجرد نفوق أسماك بل وأشياء أخرى .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up