رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد العوين
فهد العوين

إسرائيل لم تعد عدوا ..!؟‎

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لو سألت شابا لا يتجاوز عمره العشرين سنة أو مراهقا أو حتى طفلا صغيرا من هو عدو الأمة العربية والإسلامية ؟
فلا تستغرب إذا لم يذكر لك إنها إسرائيل !
ولا تستغرب أكثر إذا قال لك : إنها إيران الصفوية !
فهذا ما يحدث الان ويترسّخ في ذهن المواطن العربي والمسلم في كل بقاع العالم وليس منطقتنا العربية .

وإيران هي من ساهمت في ترسيخ هذه الصورة وحلّت بديلا للعدو الصهيوني ، ولم يكن هذا الترسيخ بسبب أبناء الأمة العربية والإسلامية أو الإعلام أو القادة ..الخ.
ولو سألت أحد قادة إسرائيل هل كنت تحلم أو تتوقع إن هذا سوف يحدث فسيكون جوابه بالنفي، فإيران قدّمت خدمة لإسرائيل لم تكن تحلم بها وجعلتها تمرح وتسرح في المنطقة وتمارس عدوانها على الشعب الفلسطيني بكل أريحية لأنها تعرف إن الأمة العربية والإسلامية أُشغلت بعدو آخر وهي إيران الصفوية.

فإذا كانت إسرائيل تحتل بلدا مسلما واحدا فإيران تحتل عدة بلدان إسلامية.

وإذا كانت إسرائيل قتلت الآلآف من المسلمين فإيران قتلت وشردت الملايين من المسلمين .

وإذا كانت إسرائيل تقوم على أساس ديني محرّف متعصب فإيران تقوم على أساس مذهبي أشد تعصبا وانحرافا من أساس إسرائيل .

وإذا كانت إسرائيل نكّلت وعذبت وحرمت الشعب الفلسطيني من كثير من حقوقه فإيران فعلت أكثر مما فعلته إسرائيل بمراحل حتى الشعائر الدينية حرمتهم منهم وأعني أهل السنة هناك وسلبت الكثير من حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والحريات الشخصية والعامة .

وإذا كانت إسرائيل يحكمها حاخامات متعصبين ضد العرب والمسلمين فإيران يحكمها ملالي أشد تعصبا وحقدا وحسدا على العرب والمسلمين .

حتى إسرائيل على سوئها تتعامل مع شعبها اليهودي باحترام وتحفظ حقوقهم وحريتهم وتوفر لهم سبل العيش الكريم وإيران حتى شعبها وأبناء طائفتها لم يجدوا منها إلا الفقر والفساد والقهر والعبودية والدجل والانحلال الأخلاقي ووظفوا كل مدخرات إيران وخيراتها للحروب والفتن والطائفية وتركوا الشعب الإيراني يغرق بالفقر والفساد والمخدرات والشركيات حتى أعراضهم لم تسلم من ملالي إيران .

وإذا كانت إسرائيل لديها مشروعا توسعيا في جزء من منطقتنا العربية فإيران لديها مشروعا توسعيا لكل منطقتنا العربية يقوم على بث الفرقة والصراعات والفتن والتصفية على الطائفية .

وما ذكرته مجرد أمثلة بسيطة وإلا فالمشروع والفكر السياسي الإيراني أوسع وأشد شراسة من ذلك بكثير .

ولا تتخيّل أخي القارئ إن كلامي فيه مبالغة أو تحامل على إيران فتلك هي الحقيقة والواقع الجديد الذي نعيشه وفرضته إيران علينا قسرا، ولك أن تسأل أي طفل أو مراهق عن ذلك ، فاسم إيران وعدوانها أصبح في كل بيت عربي ومسلم ، ويكفي أن تتابع الإعلام فلا تجد أخبار إسرائيل إلا نادرا بينما تجد الصحف والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي تمتلئ بجرائم وانتهاكات إيران في المنطقة كلها ، فمن الطبيعي أن يحدث هذا ويتم بصورة خارج عن سيطرتنا ، فتوالي الصور والمواقف الحقيقية عن جرائم إيران تجعل الذاكرة لا تتذكر إلا هذه الصور والمواقف وترسم صورة سلبية عن إيران في الذهن.

والمضحك إن كل جرائم إيران تأتي في إعلامها الضال في سياق محاربة إسرائيل والغرب الكافر ، بمعنى إن قتلها للعرب والمسلمين والتصفيات الجسدية ونشر الطائفية واحتلال الدول وتدمير المنجزات وتعطيل التنمية في منطقتنا هو الطريق لتحرير الأقصى من إسرائيل ، فهل سمعت أشد من هذا الهراء والدجل .

ختاما أقولها إن إيران مثل الفأر الذي ينخر في سفينة الأمة العربية والإسلامية حتى يغرقها لصالح أعداء الأمة، لكن بفضل الله ثم بفضل ملك الحزم وسياسته الحكيمة والحازمة سوف تبحر سفينتنا لبر الأمان والاستقرار، وتعود الأمة وأجيالها وأطفالها تحلم وتعمل على نهضتها وتسير في المسار الصحيح وتسعى لاسترجاع مقدساتها وأراضيها من الصهاينة وإسرائيل عدونا الأول.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up