رئيس التحرير : مشعل العريفي

خبير المناخ هاني نعمان يُفجر مفاجأة عن حقيقة تأثير الـ"نينو" على طقس السعودية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد:فجّر خبير المناخ هاني بن نعمان سالم، مفاجأة، كاشفاً أن تأثير ظاهرة الـ"نينو" على طقس السعودية وشبه الجزيرة العربية مجرد وهم وجهل، مؤكداً أن ظاهرة الـ"نينو" لها تأثير فقط على منطقتها ومحيطها، مفسراً ظاهرة الاحترار، وغرق جدة وهطول زخات البرد ليلاُ.ووفقا لموقع:سبق" إن ظاهرة النينو هي عملية احترار مياه المحيط الهادي، ويتركز هذا الاحترار في وسطه وشرقه، ويعرف هذا الاحترار هناك بـ"النينو" وفي حال كانت المياه باردة تعرف بـ"لانينا"، وإن كانت الحرارة معتدلة يقال "محايدة"، مضيفاً: "هذا الاحترار تتأثر به السواحل الغربية للأمريكيتين ودول أمريكا الوسطى، وشمال وشمال شرق أستراليا، وشرق وجنوب شرق آسيا، لذلك قيل إن تأثيرها عالمي".واستدرك: "لكن البعض في شبه الجزيرة أراد لها أن تكون أوسع في تأثيرها لتشمل شبه الجزيرة، وهذا عار عن الصحة لأسباب ومقارنات، أولها تمت المقارنة من جهتهم بعام 1982 وعام 1997 مع العلم أنه لا يوجد وجه شبه بين ذلك العام وهذا العام، واستدلوا بأمر آخر وهو أن الـ"نينو" ببعض الأمطار الغزيرة التي هطلت على بعض المناطق مثل الإسكندرية، ومكة، والكويت، وحفر الباطن، ومسقط، مع العلم أن كل تلك المناطق تتأثر دوماً بالأمطار الغزيرة جداً".ولفت "نعمان" إلى أن هذا الأمر ليس بجديد، فطبيعة بلاد الشام والمناخ المتوسطي، أن تتعرض مناطقه لأمطار غزيرة وكثيرٌ ما أغلق ميناء الإسكندرية، وقناة السويس بمصر بسبب العواصف، لكن في الحقيقة غرق الإسكندرية الأشهر الماضية كان بسبب عدم صيانة وتنظيف مجاري تصريف مياه الأمطار، وأن مملكة الأردن دوماً ما تتعرض لأمطار غزيرة، لكن شق الطرق الجديدة بدون وجود بنية تحتية لها يضاعف المشكلة؛ حيث يتم شق الطرق بين الجبال فتصبح بمثابة وديان!.وقال: "سأتطرق لبعض المقارنات، والتي تبين تزييف بعض الحقائق، مثل المقارنة مع سنتي "نينو" 82 و97؛ حيث لم يقارنوا ذلك بسنوات الـ"لانينا"، وهل كانت مطيرة أم لا، ونذكر على سبيل المثال عام 2013 وتحديداً في شهر نوفمبر؛ حيث الكثير من مدن المملكة وجميع دول الخليج تعدت المعدل العام السنوي لهطول الأمطار، وحدثت وفيات ويعتبر هذا الموسم هو الأقوى حتى الآن".وأردف: تحدثوا عن سيول قويزا التي كانت على جزء من جدة، ولم يذكروا غرق جدة في يناير عام 2011م، التي كانت أكثر كمية وأكثر غزارة من ناحية الأمطار، وشملت جدة بأكملها لأنها سنة "لا نينا"، ونأتي لعام 1995 وتحديداً في أول ثلاثة أشهر؛ حيث كانت "نينو"، فتعرضت المنطقة لأمطار غزيرة تعدت المعدل العام في بعض المناطق، ومن ثم أتت أشهر محايدة، وآخر الأشهر كانت "لا نينا"، وتعرضت المنطقة لأمطار غزيرة تعدت المعدل العام، ومن هنا يتضح أنه لا تأثير لـ"نينو" المزعوم على المنطقة؛ حيث استشهد البعض على أن موسم الهند أقل من المعدل بنسة 14%، مع العلم أن السنة والموسم لم ينتهِ، وذكروا أن ذلك بسبب الـ"نينو"، وتأثرت بعد ذلك بعض من مناطق الهند بفيضانات".وأضاف "نعمان": "سابقاً كان يقال "مضخة بحر العرب والقرن الإفريقي" في توقعات الطقس، والآن تناسوا ذلك وأصبحوا لا يذكرون إلا ظاهرة الـ"نينو"، مبيناً أن شبه الجزيرة يحيط بها أكثر من مسطح، منها بحر العرب بما فيه المحيط الهندي، والخليج العربي والبحر الأحمر، إضافة إلى البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى رطوبة المناطق المدارية في شرق إفريقيا، فهل يقال إن كل ذلك لا يؤثر على الطقس، وأصبح المؤثر الوحيد هو رطوبة وسط وشرق المحيط الهادي؟!.وبين: "يتحدثون باسم البحوث، وهي مجرد بحوث نتائجها ليست قطعية وأغلبها فرضية، ولو علمنا أن شمال، وشمال شرق أستراليا تتأثر برطوبة "النينو"، بينما شمال غرب أستراليا تتأثر بقطبية المحيط الهندي، فهناك نسأل كيف نتأثر بالنينو، وأستراليا الأقرب لا تتأثر كل مناطقها بالنينو".وتابع: "قالوا (النينو) يسبب جفاف إندونيسيا، وأستراليا، والفلبين، ومن ثم تراجعوا عن تصريحاتهم، وقالوا ليس جفافاً بل أمطار أقل من المعدل، وبعضهم يذكر حتى الآن أن إندونيسيا جفاف، وهي حتى الآن تعيش شهراً كاملاً والبرق لا يغادر أراضيها، وكذلك شمال أستراليا، والفلبين".وأوضح: "ذكروا سابقاً أنه وحسب الداراسات فإن جدة تتأثر بالنينو في أكتوبر، ونوفمبر، وعندما حل أكتوبر دون أي حدث يُذكر على جدة، خرجوا وقالوا إنه حسب الدارسات فإن جدة أمطارها تكون أقل من المعدل في سنوات النينو القوية، وعندما غرقت جدة قالوا هذا بسبب النينو!".واستطرد "نعمان" قائلاً: "هناك جهل في المناخ لدى البعض منهم؛ حيث قارنوا وقالوا انظروا إلى جفاف إندونيسيا في سبتمبر، وهذا يوضح أنه لا علم لهم في مناخ تلك المناطق؛ حيث إن تلك المناطق تعيش فصلاً جافاً، ويبدأ موسمها من أكتوبر بشكل خفيف، وتزيد الأمطار في نوفمبر، والذروة تكون في ديسمبر، ويناير، وفبراير، وقد سجلت من قبل بعض المناطق هطولاً يومياً وصل إلى 95 ملم".وبيّن: "هنا نقول أين الجفاف؟، وكيف يتم الحكم والموسم في بدايته؟ وقالو أيضاً إن بلاد الشام أمطارها غزيرة وهذا بسبب النينو، وهنا يتضح جلياً عدم الإلمام الكامل بطبيعة ونمط أمطار بلاد الشام؛ حيث إن بلاد الشام تتمتع بأمطار غزيرة وتستمر لأيام، ومنخفضات جداً عميقة، وعواصف قوية، تصحب أغلب الأوقات بهطول البرد، مع العلم أن معدل تأثر بلاد الشام حتى الآن بالمنخفضات يعتبر أقل من المعدل المعهود".وأضاف: "مع الأسف خرج البعض وغرد مستغرباً هطول زخات البرد ليلاً على بعض من مناطق شبه الجزيرة، وذكر أن الأمطار التي تهطل هي أمطار صيفية ونحن في الشهر الأخير من الخريف".وأردف: "هناك ملاحظة استوقفتني؛ حيث ذكر من يشيد بظاهرة النينو وتأثيرها، أن الهند كان معدل الهطول فيها أقل من 14% عن المعدل العام، أي أنه تم حساب ما استقبلته الهند من كمية أمطار باللتر، أو المتر المكعب، ومقارنتها بالمعدل العام لمجمل كمية ما تستقبله الهند بالوضع الطبيعي، ونحن في شبه الجزيرة لم يتبعوا ذلك واكتفوا بذكر سحابة "حالة"، ونسبوا ذلك للنينو، وهذا تناقض".ونوه "نعمان" بالقول: "المفترض وبشكل علمي أن يتم الحساب كما حصل بالهند، ولو أننا حسبنا ذلك كما تم الحساب في شبه الجزيرة فإن النينو يعتبر وهماً؛ لأن الهند تستقبل سحباً قوية وكثير من مناطقها يتعدى المعدل، وكذلك أستراليا وإندونيسيا، ولن يكون هناك جفاف"، مبيناً: "هناك نقطة أخرى أود ذكرها، عندما لاحظ مؤيدو النينو أن الأمطار دون ما توقعوا له ذهبوا إلى محور جديد، وهو أن الأمطار لم تنقطع عن شبه الجزيرة إلا شهراً، ومن ثم الرطوبة، ونقول لهم كذلك الهند وأستراليا وإندونيسيا لم تنقطع عنها الأمطار ولا يوماً في السنة وكذلك الرطوبة".واختتم خبير المناخ منبهاً من ترويج شائعة تأثير "النينو" على طقس السعودية، وأكد: نحن في شبه الجزيرة لا نتأثر بـ"النينو"؛ لأن تأثيرها محدود في منطقة الظاهرة ومحيطها.

arrow up