رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد الأحمري
فهد الأحمري

أوباما والفرصة الأخيرة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

"البطة العرجاء" هي السنة الأخيرة في عهد الرئيس بحسب المصطلح السياسي الأميركي. يُطلق هذا المصطلح على سيد البيت الأبيض في السنة الأخيرة من حكمه لأن الرؤساء الأميركان في آخر فترات مأمورياتهم الرئاسية عادة ما يفتقدون للدعم السياسي المطلوب لتمرير مشاريعهم وسياساتهم الجديدة. يحاول الرئيس أوباما أن يتجنب وضعية البطة العرجاء لهذا يقوم بسياسات مصيرية حتى وهو في أواخر عهده كتمرير الاتفاق النووي التاريخي مع إيران وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا فضلاً عن الإصلاحات الداخلية كقانون "أوباما كير" للرعاية الصحية المعلق منذ سنين طويلة والذي تم إقراره كإنجاز عظيم يحسب للرئيس محلياً. الرئيس الذي خطط للانسحاب من الشرق الأوسط كي يستدير نحو آسيا وإفريقيا يودع حياته السياسية بزيارة للشرق الأوسط عبر حضور قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض التي كانت أول محطة له في الشرق الأوسط بداية عهده. بضعة أشهر هي الفارقة في عهد الرئيس أوباما بعد سبع سنوات كانت شاهدة على عصر التغيير الذي مر على منطقة الشرق الأوسط دون عمل أميركي فاعل. نوفمبر 2008 بدأ عهده بإطلاق وعده بإغلاق جوانتانامو. مطلع 2009 يقر بأن إغلاق المعتقل لا يمكن أن يتم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من ولايته. 2012 يجدد نيته لإغلاق المعتقل وها هو يوشك علي مغادرة البيت الأبيض وهو لا يزال يجدد نيته. ضيف الرياض العزيز يعتقد أن تنظيم الدولة الداعشية لا يشكل خطرا على بلاده وكان يقول هي "حادثة عرضية"، وعبر عنها بأنها "فريق من الصغار" بحسب مقابلته مع مجلة "نيويوركر"، ثم اكتشف عناصر داعش تضرب بلا هوادة في الغرب والشرق بين الفينة والأخرى. ملفات المنطقة اتسمت بالتذبذب في مرحلة الرئيس أوباما وأهمها ملف سورية الذي لم ولن يحدث فيه أي تغيير بالنسبة للزعيم الأميركي عدا طريق واحد هو الاستفزاز الروسي الذي شكل له عامل ضغط وإحراج للدفع بالعمل العسكري الذي لن يُقْدم عليه رئيس يتهيأ لمغادرة سدة الحكم. ملف القضية الفلسطينية هو الآخر لم يتحقق فيه شيء مما وعد به في خطابه الشهير في القاهرة. جولات أوباما الحالية وداعية يضعف التوقع بفاعليتها في قضايا المنطقة بعد كل هذه السنين. فالسياسة الأميركية الحالية هي السبب لكثير من المشكلات التي تعج بها المنطقة في العراق وسورية، وكذلك التراخي تجاه التنظيم الإرهابي، بل قد لوحظ التغاضي عنها رغم الإشارات الأميركية الصادرة عن البيت الأبيض على القضاء على داعش وحشد الناس لقتالها الأمر الذي يشعرك بأنه خلال أيام سيُقضى على داعش! وحين تنظر لأرض الواقع لا تجد فعلا قويا لوقف داعش والحشد الشعبي في العراق الذي يحاصر الناس ويفتك بهم لا تجد لأميركا دوراً فاعلاً سوى تصريحات مستهلكة، ولهذا تم إحراج الولايات المتحدة بشكل كبير حين تدخلت روسيا في المنطقة، وبدأ العالم ينظر لروسيا على أنها فاعل حقيقي مؤثر في القضية السورية وربما في قضايا أخرى. أوباما أظهر للمملكة الاهتمام الخاص حين وضع الرياض أول محطة لأول زياراته للشرق الأوسط عام 2009 وحين قطع زيارته للهند ليقدم التعازي في الملك عبدالله -يرحمه الله- واستقبل الملك سلمان أمام بوابة الأبيض بدلاً من المكتب البيضاوي، كاسراً قواعد البروتوكول الرئاسي الأميركي غير أن الأمور الفعلية لم تكن في المستوى الشكلي. ويبقى المأمول في هذه الزيارة أن يتم ترميم ما حصل من إساءة الرئيس الأخيرة إلى دول المنطقة السنية من خلال الحصول على تصريح من سيادة الضيف العزيز يتراجع فيه عن تصريحاته السابقة بعبارات تتوافق مع جهود المملكة ودول الخليج ودورها البارز في التصدي للإرهاب وليس تصديره كما روج في مقابلته مع مجلة "ذا أتلانتك". لا يزال الأمل معقوداً بأن ينجز أوباما في هذه الزيارة شيئاً مميزاً لصالح المنطقة يسطره في نهاية مسيرته الرئاسية.
نقلا عن الوطن

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up