رئيس التحرير : مشعل العريفي
 كوثر الأربش
كوثر الأربش

الوطن ليس ساحة حرب

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أصعب تحول على الصعيد الفكري، هو التحول من متطرف إلى معتدل. الاعتدال الذي يجعلك في المنتصف بين الكراهية والحب، بين الظلم والعدل، بين التواضع والغرور، بين كل تلك المتناقضات. كثيرون من كانت لهم منعطفات تغيير في حياتهم، لكن، وللأسف، انتقلوا من ضفة لضفة، حاملين معهم كل أدواتهم السابقة.
اليوم، أصبحت فكرة الوطن، ذلك الضفاف الذي أخذ الجميع بقاربه وارتحل ميممًا شطره. أعني أن مفهوم الوطنية، أصبح محط اهتمام كل الأطياف والمختلفين. وهذا ما نحلم به. أن يصبح الوطن مظلة الجميع. لكن المشكلة ليست هنا، بل في بعض هؤلاء المرتحلين، عندما أخذوا معهم كل أدواتهم السابقة. وبالتحديد إنني أتحدث هنا عن «المتشددين» سواء الدينيين أو العلمانيين، أو من يسمون أنفسهم إنسانيين. في الحقيقة لا أعرف لهم مسمى محددا، لكنهم الوجه الآخر للمتشدد الديني ولكن دون أن ينسبوا أنفسهم لدين أو مذهب.
ونحن نشهد اشتباكًا كلامياً بين أبناء الوطن الواحد، بين هؤلاء المتشددين ذوي المرجعيات المختلفة. طرف يخون الآخر، والثاني يسميهم «وطنجية». لكن الوطن ليس ساحة حرب لهؤلاء، لو يدركون. والوطن بريء من كل ما يحدث باسمه. لقد ورث الوطن المعارك الإيديلوجية القديمة.
لا يحق لمواطن اتهام مواطن آخر بالخيانة، بسبب موقف أو تغريدة. الخيانة قد تستتر، لكنها لا تطيل الاختفاء. سرعان ما تسقط الأقنعة، ويظهر وجهها الخبيث والقبيح. كلنا نعرف عشاق الوطن الحقيقيين، لكن لا توسخوا اسم الوطن بتخوين الآخرين، دعوا الأيام تلعب لعبتها فقط. لا يوجد جريمة كاملة، والخائن سيسقط لا محالة. لا تأخذوا الناس بالظن والقرائن. الحياة كفيلة بأن تقدم لكم دليلاً ملموساً وجرماً مشهوداً. إلى ذلك الحين استمتعوا بحسن الظن، عيشوا بسلام مع الجميع، حتى يظهر الله أمره. نقلا عن الجزيرة

arrow up