رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

غضوا أبصاركم

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تابع صحيفة" المرصد" عبر تطبيق شامل الاخباري

https://shamel.org/panner


عقد المغرب العربي جلسة في نواكشوط لوضع اللمسات الأخيرة على تقديم ملف طبخة (الكسكس) ومشتقاته إلى قائمة التراث المغاربي المشترك لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ولاحقاً لدى اليونيسكو.
وقال عماد بن سولة، وهو باحث تونسي في مجال التراث المادي: «في الحقيقة نحن بصفتنا خبراء اجتمعنا أكثر من مرة، وهناك تبادل للمعلومات في طريقة الإعداد بين خبراء البلدان الأربعة». انتهى.
الحقيقة أنني أحب (الكسكس) وأموت فيه وياما أكلته، وبالمناسبة فإنني أتمنى من دول الخليج العربي، أن تنحو منحى الدول المغاربية الشقيقة للحفاظ على الأكلات الشعبية وإبرازها بوصفها ثقافة معتبرة، ولدينا كثير منها: كالمطازيز مثلاً أو البلاليط أو المشاكيك أو المراصيع أو الخبيصة أو المضروبة أو المضغوط وغيرها.
وخذوا مني هذه الحكمة ثم انسوها: لا شيء كالأكلات، فهي التي تجمع الناس على قلب واحد ومعدة واحدة.
تخلى صاحب منزل في إسبانيا عن إغلاق أبواب منزله في المساء بعد أن تعرض للاقتحام 34 مرة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة. لهذا علق لافتة على الباب مكتوباً عليها عبارة: «أيها اللصوص إذا كنتم ترغبون في سرقة أي شيء فإن الباب الخلفي المؤدي للمطبخ مفتوح، لا تكسروا شيئاً».
وهذا الخبر ذكرني بصديق خليجي التقيته في أحد شوارع ماربيا، وكان وجهه متورماً ومنخاره ملفوفاً بالقماش، وعرفت من مرافقه فيما بعد، أنه كان عازماً أصدقاءه على عشاء (باربكيو) في حديقة فيلته، وإذا بثلاثة من عصابة مسلحة يقتحمون عليهم جلستهم ووناستهم، وينظفون جيوبهم من النقود، وشاركوهم في أكل مشاويهم ومشروباتهم أكثر من ساعة، وعندما قرروا الانصراف إذا بصاحب المنزل الملقوف من شدة فرحته يقول لرئيسهم: انتظر عندي خمسة آلاف يورو سوف أحضرها لك، وفعلاً دخل ولم يجد غير ثلاثة آلاف، فرجع ومدها له معتذراً، وإذا برئيس العصابة يستشيط غضباً وهو يصيح به: كيف تكذب عليّ وتقول إنها خمسة آلاف، وأخذ يلكمه كيفما اتفق إلى أن جعل وجهه شوارع من الدماء التي غطته، كما أن منخاره قد كسر. المهم أن الرئيس وضع الثلاثة آلاف يورو في جيبه، وقبل أن يخرج مع صاحبيه، أخذ يعطيهم درساً في عدم الكذب.
العالِم الجليل ابن سيرين، ضرب أروع الأمثال في غض البصر، حيث قال إني لأرى المرأة في أحلام منامي، فأعلم أنها لا تحل لي، فأصرف نظري عنها. بل إن تلميذه العالِم الجليل أيضاً معروف الكرخي، قد تغلب على أستاذه في هذه الصفة الحميدة عندما قال: غضوا أبصاركم عن أي أنثى، حتى لو كانت شاة من الغنم (!!).
نقلاً عن الشرق الأوسط

arrow up