رئيس التحرير : مشعل العريفي

لهذا السبب إيران لا تستطيع إغلاق "هرمز" ! .. والسر في "فرس النبي"

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : مع استمرار تهديد النظام الإيراني بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي في الخليج العربي، الذي تمر عبره معظم إمدادات النفط العالمية، يتذكر المراقبون حادثة وقعت قبل 30 عاما سميت بـ "فرس النبي" .
ولكي تنفذ إيران تهديداتها نظريا، يلزمها قوة عسكرية تقوم بشكل خاطف بإغراق سفن في أضيق مسار بالمضيق كي تعيق حركة السفن، أو نشر ألغام بحرية بكثافة تجعل من الصعب على السفن التجارية تجاوزها ، بحسب سكاي نيوز .
وعملياُ ، فإن حادثة واحدة فقط يمكن أن تجيب على ما إذا كانت طهران قادرة على تحمل عواقب أي عمل يشكل خطرا على السفن الحربية أو التجارية في الخليج العربية.
العملية فرس النبي
في 14 أبريل عام 1988، كانت فرقاطة الصواريخ الموجهة الأميركية "يو إس إس صامويل روبرتس" تبحر خلال مهامها في حماية ناقلات النفط ضمن مهمة أطلق عليها "إرنست"، قبل أن تصطدم بلغم بحري أحدث انفجارا كاد أن يغرق الفرقاطة بعد أن أحدث ثقبا بقطر 4.5 متر في هيكلها.
وتمكنت البحرية الأميركية من إنقاذ الفرقاطة وسحبها، لكن عملية بحث وتحقيق أفادت بأن الأرقام المتسلسلة على الألغام التي عثر عليها تشير إلى أنها إيرانية، لتبدأ في غضون أربعة أيام فقط عملية انتقامية لا تزال ماثلة للأذهان كدرس أميركي للنظام الإيراني.
أطلق الأميركيون على العملية العسكرية "براينغ مينتيس" (بالعربية: فرس النبي) نسبة إلى الحشرة الخضراء الشهيرة.
تدمير منشآت بحرية واستخباراتية إيرانية
وأنطلقت العملية العسكرية في 18 أبريل عبر مجموعة من السفن الحربية الأميركية السطحية، بالإضافة إلى قوة جوية من حاملة الطائرات "يو إس إس إنترپرايز"، والطراد "يو إس إس تركستون".
ومع نهاية العملية، كانت البحرية الأميركية وقواتها الجوية قد دمرت منشآت بحرية واستخباراتية إيرانية على منصتي نفط، وأغرقت على الأقل 3 زوارق سريعة إيرانية مسلحة وفرقاطة واحدة وزورق هجومي، كما أصيبت الفرقاطة الإيرانية سابالان في العملية، لتفقد إيران بحسب مصادر أميركية، نصف الأسطول العملياتي في هذه المعركة، كما قتل في الاشتباكات 55 عنصرا في البحرية الإيرانية.
وبسبب التوتر الشديد الذي أعقب العملية العسكرية، أسقط طراد أميركي طائرة مدنية إيرانية فوق الخليج في الثالث من يوليو عام 1988، بعد ورود معلومات خاطئة بأنها طائرة عسكرية، وأودى الحادث بحياة 290 شخصا.
استيعاب الدرس
وبينما كانت العملية "فرس النبي" درسا عسكريا قاسيا للنظام الإيراني، فإن حادثا وقع في عام 1986 لم يكن كافيا لتحذير الإيرانيين.
ففي أكتوبر من ذلك العام، قصفت إيران "سي أيل سيتي" ناقلة النفط الأميركية التي كانت ترفع العلم الكويتي، وهو ما استدعى تنفيذ البحرية الأميركية لعملية أطلقت عليها "الرامي الرشيق"، دمرت خلالها منصتي نفط لإيران.
ومنذ ذلك الحين، والتهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز لا تتعدى الألفاظ، في حين يضع القادة الإيرانيون في اعتبارهم "فرس النبي" كنتيجة غير مرغوبة لأي عمل قد يقدمون عليه في مياه الخليج العربي الذي قد يتسبب في حرب، هي آخر ما يريدونه في ظل وضع اقتصادي متدهور وتململ شعبي في الداخل.


arrow up