رئيس التحرير : مشعل العريفي

الدوري (مبيوع أخضر)

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

( عندما دبت تلك المشكلة التي حدثت بين دونيس وناصر الشمراني ونتج عنها تغييب هذا الأخير عن المشاركة في أغلب أوقات المباريات شعرت وقتها (وبعيداً عن رأيي في من هو المخطئ).. شعرت وقتها أن أحوال الهلال (تهديفياً) ستسير في اتجاه لا يخدم كل حاجته (وهذا ما حدث) لأن الشمراني عنصر تهديفي مهم في الهلال ومربك للمدافعين (هذا أولاً).. ولأن بقية المهاجمين في فريقه (وهذا ثانياً) مع احترامي لهم هم أقل من أن يثروا حاجته كفريق لا يرضى بغير الذهب، والدليل على ذلك أن الهلال (بعد غياب الشمراني) صار يهدر فرص تسجيل أكثر بكثير.. بل وكثير جداً من تلك التي سجل منها بل وخسر نقاطاً كانت في متناوله بسبب تواضع إمكانات هؤلاء المهاجمين. ( في هذا الموسم أصبح الهلال لا يفوز إلا (بشق الأنفس).. والكارثة أن بعض نتائج المباريات من خلاله صارت (تنقلب) ضده، على عكس السابق عندما كان (يقلبها) لمصلحته، والسبب هي قناعات وتخبطات مدربه وإدارة وكأنها تمارس دور المتفرج على هذه القناعات والتخبطات التي أضرت بفريقها. ( كان من المتوقع.. بل وهذا هو الطبيعي أن تكون أفراح الأهلاويين بعد فوز فريقهم بلقب الدوري بتلك الدرجة التي بلغت حد الهستيريا والخروج عن النص.. أي فريق عانى.. أو سيعاني مثل الأهلي من عدم تحقيق بطولة الدوري ولمدة (32) موسماً ومن ثم ينجح في تحقيقها فإن أفراحه حينها ستكون بذات درجة أفراح الأهلاويين. ( الفرحة الأهلاوية الهستيرية (لها ثلاثة أسباب) حسب رأيي.. أول تلك الأسباب أن بطولة الدوري تحققت لفريقهم (بعد ردح من الزمن).. وثانيها لأنها تحققت على حساب الهلال.. أما ثالث الأسباب فلأن الأهلي (عانى طويلاً) من الهلال بل وكثيراً جراء سطوة الهلال على نتائج مبارياتهما الحاسمة ومباريات خروج المغلوب من خلال آخر عشرين موسما، وهذا ما جعل الأهلي يفشل في الحصول على عدد كبير من البطولات عبر تلك الحقبة.. يعني (الجماعة مولعين من شيء اسمه الهلال). ( بعض إعلاميي الأهلي ملأوا (وسائل الإعلام) ضجيجاً.. وتشكيكاً في الذمم وطعناً في نزاهة دوري الموسم الحالي، وأنه (مبيوع أزرق)؟.. ماذا سيقولون بعد حصول فريقهم المفضل على بطولته؟.. وهل أصبح الآن (مبيوع أخضر)؟ ( نحن لن نكون مثلهم ونقول إنه (مبيوع).. بل سنقول: إن (الفريق الأخضر) حقق بطولة الدوري بكل جدارة واستحقاق ويستاهلها. ( باختصار.. لأنه يملك هدافاً متميزاً مثل (عمر السومه) خطف الأهلي لقب بطولة الدوري.. ولأن الهلال لا يملك هدافين (ينغزا فيهم) بعد تغييب ناصر الشمراني فشل في تحقيق هذا اللقب.. الهداف عملة نادرة. لو فاز الهلال الليلة ( اليوم يتجدد اللقاء بين الهلال والأهلي المنتشي لبلوغ نهائي كأس الملك.. شخصياً وكثيرون غيري يتوقعون أن يتكرر الفوز الأهلاوي من خلال هذا اللقاء. ( يرى بعض الهلاليين أن فريقهم لو فاز في لقاء الليلة أو حتى لو حصل على كأس الملك.. أو حتى لو بلغ دور الستة عشر الآسيوي فإن ذلك لا يمكن أن يعوض خسارته للدوري، بل وربما أنه لا يخدم مصلحة هلالهم على المدى البعيد وعلى اعتبار ذلك (حسب رأيهم) قد يجعل المعنيين بالأمر في فريقهم يتمسكون باستمرار دونيس وببعض اللاعبين (محليين أو أجانب) وزعماً من هؤلاء الهلاليين بأن ذلك (لو حدث) لا يخدم مستقبل الهلال. ( الإدارة النصراوية (هكذا أتوقع) كانت تخطط لحصول فريقها على آسيوية 2016م والوصول به للعالمية لكي تكتب صفحات التاريخ (وهذا يكفيها) أنها هي من أعادته للبطولات المحلية بعد طول غياب ونكسات وانتكاسات.. وهي أيضاً من قادته للعالمية (دون ترشيح أو تصويت) ولمونديال رسمي وليس وديا.. ولكن ذوب هان الإيراني أفشل مخططها. ( في الأهلي تبدلت الإدارات، وتغير المدربون وتعاقبت عليه الأجيال من خلال (32) موسما ولكنه ظل عاجزاً إلى درجة المعاناااااة عن تحقيق بطولة الدوري.. وعندما حل موسم 2016م وجاءت إدارة جديدة بقيادة الخلوق جداً مساعد الزويهري وجيل كروي مختلف وضع حداً لعجزه ومعاناته وخطف بطولة دوري هذا الموسم.. يستاهلها. ( يقولون: إن هذا الموسم حدثت فيه أخطاء تحكيمية مكلفة وبالكوم.. فقلت: نعم هذا صحيح ولكن هذه الأخطاء لا يمكن أن تقارن أو تكون بحجم ووفرة وجسامة الأخطاء التحكيمية التي بلغ بعضها حد (الفضيحة والجريمة) وحدثت من خلال الموسمين السابقين. ( مبروك لأبناء تمير صعود فريقهم (المجزل) إلى دوري عبداللطيف جميل.. هذا الصعود هو إنجاز بمثابة الإعجاز، كما أنه أثبت أنه لا مستحيل أمام قوة الإرادة والتصميم وحتى أيضاً أمام قلة الإمكانيات والإيرادات. دوري المحرومين ( في آخر أربعة مواسم حقق بطولات الدوري من خلالها (3) فرق.. واحد منها لم يعبق له قبلها تحقيق هذه البطولة (الفتح).. والآخر هو النصر الذي غاب عن تحقيقها لمدة (19) موسما.. والفريق الثالث هو الأهلي الذي لم يحققها منذ (32) موسماً.. بعضهم علق بطرافة قائلاً: المفروض يسمون الدوري بـ(دوري المحرومين) وليس دوري جميل. ( كان يقال إن دونيس (ابخص).. ولكن الذي اتضح أن دونيس (يخبّص) والضحية هو الهلال. ( بعض البشر أخلاقهم في غيبوبة مدى الحياة.. (نجيب محفوظ).
نقلا عن الجزيرة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up