نجوم.. ولكن بشر

يجب أن نفرق بين الشهرة والنجومية، فالشهرة هي معرفة شخص ما على نطاق واسع، وقد تكون هذه المعرفة بناء على أشياء إيجابية قام بها هذا الشخص، وقد تكون بناء على أشياء سلبية، أما النجومية فيفترض بها أن تبنى على الأشياء الإيجابية والمحتوى الهادف الذي يقدمه هذا الشخص، وإذا نظرنا إلى وسطنا الفني السعودي لوجدنا هناك العديد من النجوم الذين أثروا الساحة الفنية لدينا بأعمال هادفة، ويمكن أن استحضر هنا الثنائي الرائع عبدالله السدحان وناصر القصبي، فقد قدم هذا الثنائي إبداعا فنيا رائعا وهادفا. حيث عالجوا من خلاله العديد من القضايا الاجتماعية السلبية في مجتمعنا. وقد أثبت الواقع صدق هذا النقد الذي قدماه، حيث تم اليوم معالجة العديد من القضايا التي تم طرحها في طاش ما طاش على مدار عمره المديد.
ومن الطبيعي أن التغيير سنة الحياة، وأن دوام الحال من المحال، حيث افترق النجمان وذهب كل منهما يقدم فنه بطريقته، وقد استمتعنا جميعا بما قدماه بعد الانفصال، ومن الطبيعي في حالة الخلاف بينهما أن يتوجها إلى القنوات الرسمية من قضاء وغيره لمعالجة هذه القضايا المختلف عليها، ولكن الأمر غير الطبيعي أن يتم التشهير بهذين النجمين حين الخلاف بينهما وكأنهما مذنبان، وكأن المجتمع يسلبهم الحق في الاختلاف، والحق في التقاضي، والحق في الانفصال عن بعضهما البعض، بل والأدهى والأمر أن هناك من يستحضر بداياتهما المتواضعة، والمكان المستأجر، والسيارة المستأجرة، ليذكرهما بأنه السبب وراء نجاحهما، لتجد في النهاية أن سبب كل هذا أنه لم تتم دعوته لمشاركتهم العمل، إن هؤلاء النجوم وأمثالهم وإن كانوا نجوما في جانبهم الفني، فهم بشر قبل ذلك. ويجب أن لا ننزع عنهم شقهم البشري لكي لا نضخم ما يقومون به من أعمال بشرية نقوم بها كل يوم، أعني أنهم نجوم ولكن بشر.
نقلا عن الرياض