رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

كم راتبك !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كيف ستكون استجابتك فيما لو باغتك أحدهم بهذا السؤال، وأنت للتو تعرفت عليه وبالكاد تعرفان اسميكما! لسان الحال: كيف سمح هذا النزق لنفسه باختراق خصوصيات الآخرين واستباحتها؟ المفارقة العجيبة أن هذه النوعية من (الملاقيف!) متحفظون جداً على خصوصياتهم.. أتذكر أن أحدهم سأل آخر كم راتبك؟ فرد عليه: قل لي أنت كم راتبك؟ فصمت ممتعضاً مكتفياً بقطب حاجبيه.. وآخر كانت إجابته قاصمة: لماذا تسأل عن راتبي هل تريد أن تزوجني أختك؟! وما كان من السائل إلا أن امتعق وجهه خجلاً.. العزاء أن هناك من يلجم هؤلاء ويجهض فضولهم المقيت، لكن ثمة من لايستطيع أو يستسهل الأمر فيجيب فيتمادى الآخر بسلسلة من التساؤلات السمجة، قد تصل للقفز لأدق الخصوصيات فمثل هؤلاء لابد من صدهم لا بل وإنهاء العلاقة في مهدها، طالما لم يحترموا أدبياتها وإذا لم تفعل سوف تكون لامحالة كتاباً مقروءاً لهذه النوعية من الناس فقد يتصل عليك ويقول: (وينك فيه!) ويتجرأ أكثر: (وش تسوي!) ومقبل الأيام يمطرك بوابل من الأسئلة: كم عدد أبنائك؟ وأعمارهم، ومراحلهم الدراسية، ومدارسهم (إن كانت حكومية أو أهلية)! ويستطرد: من أين تشتري (مقاضيك!) وكم تصرف في الشهر وهل توفر من راتبك؟ وكم تدفع فواتير؟ وماذا عن رصيدك! وما هو برنامجك اليومي! وهل زوجتك تعمل؟ فإن كانت الإجابة بنعم، فكم راتبها؟ وأي لحم تأكل! نعيمي أم سواكني أم بربري؟ تنويه: إن وصلت لهذا الدرك من السفاسف فأعلم أن خصوصيتك انتُهكت عن آخرها وشخصيتك ساذجة هشة، وسيرتك مشاعة.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up