رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

طالب وظيفة ... لقنني درساَ في المواطنة والإخلاص ؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

منذ خمس سنوات دفعني الفضول للتعرف على شخصية إدارية مرموقة حينذاك تقلد مناصب في جهات عدة آخرها مدير إقليمي لشركة كبرى فقلت لأحد الأصدقاء والذي كان مقربا لهذا الشخص بأن يُعرفني بهذا( الإداري الفذ) ان صح الوصف .. فجمعني به وبعد التحايا التقليدية سألته بشكل مباشر: ما سر نجاحاتك وتميزك الإداري ؟ صمت ثم تنهد .. فقلت في نفسي بالتأكيد سوف يعدد لي سلسلة مؤهلاته العلمية وخبراته العملية والتي لن تقنعني بموازاة ما حققه من منجزات نوعية فوق العادة .. فكانت المفاجأة التي أقنعتني وأشبعت فضولي أليكم مكمن السر.. قال: قبل عشرون عاما تقريبا كنت مديرا لأحدى الشركات فأعلنا عن وظائف شاغرة بطبيعة الحال تقدم ألينا الكثير وكنت أنا شخصيا أقابلهم فرادا فدخل علي أحدهم ألقى التحية ومن فوري سألته :( أنت من وين !? ( فأجاب وبكل أنفة وإكبار أنا ( مواطن) لا أخفيك أمتعضت ساعتها وإذ بي أكرر ذات السؤال وبحدة هذه المرة : أعلم انك مواطن سعودي فأنا لست غبيا أنت من أين !؟( وإذ بي اكتشف لاحقا بأني أنا الغبي والأحمق ! ) أبتسم ابتسامة بشيء من الإستياء قائلا: أيهمك ذلك ؟ وقلت طبعا وإلا لما سألتك .. فقال : مكررا أنا ( مواطن وكفى ) واستطرد : لعلي أعتذر عن الوظيفة ! قالها وهومديرا ظهره مدبرا يلوي الخروج .. صُعقت من تصرفه فعاجلته : مهلا مابك ؟ فأنا لم أخطأ بحقك فقط سألتك أنت من أين يعني من أي مدينة أو قرية أنت ليس إلا! فقال : انت لم تسألني عن إمكانياتي ومؤهلاتي التي هي من أولويات العمل وبادرت بما لا شأن له لا من قريب ولا من بعيد بأبجديات العمل وميكنته ! وأضاف : ماذا يفيدك من أين أنا ...ألا يكفي انني مواطن ومؤهل ؟ فالعلاقة بيننا لا ولن تخرج عن إطار العطاء والإنتاجية بين موظف ومديره أو هكذا المفترض.. أليس كذلك ؟ فحياني مترجلا يهم بالخروج ... فبادرته : على رسلك .. أنا آسف فليس من حقي ان أسألك هذا السؤال السمج ! كررت اعتذاري وعينته موظفا في الشركة والآن هو مديرا لشركة كبرى ... هذا هو الدرس الذي تعلمته واستلهمت منه مفاتيح الإدارة الناجحة بل هو منهاج لم أحيد عنه قط مذذاك ... فمن العبث ان تتعامل مع موظف بوصفه من هذه المنطقة أو تلك القرية فليكن التعامل بمقتضى العطاء والإنتاجية بمعزل عن أي أعتبارات أخرى كي لا تنساق من حيث تدري أو لا تدري لترهات أبعد ما تكون عن الإدارة القويمة ولعل ذلك هو سر النجاح الذي تسألني عنه .... انتهى ...نعم هو درس بليغ وحصيف جدا وجدير بأن يقتفى ويحتذى به ... أختم : إذا كانت ( لو) تفتح عمل الشيطان فكلمة ( انت من وين ؟ ) في هذا المقام تحديدا تفتح عمل المناطقية والمحسوبية وما يتمخض عنها من تبعات ومآلات.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up