رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

التعنيف ....( براء) من هروب الفتيات ؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

التعنيف ....( براء) من هروب الفتيات ؟! بطبيعة الحال التعنيف ليس بمعظمه السبب في هروبهن ... أقصد أن ( التعنيف) أضحى مفهوماً فضفاضاً ونسبياً لا بل ومطاطاً أن جاز التعبير بمعنى أن ليس كل من يهربن من أُسرهن بالضرورة يوصفن بالمُعنفات بالمفهوم الحقيقي والعلمي للتعنيف والشاهد لو سألت عينة ممن هربن لإتفقن جميعهن على أن سبب الهروب هو (التعنيف) لكن سوف يختلفن جميعهن أيضاً في تعريف ما هية التعنيف ( مفهومه ودلالاته ) تبعاً لمتغيرات كثيرة لا يسع المجال لذكرها لعل أهمها تكوين الأسرة وثقافتها المستمدة أصلاً من قيم المجتمع فبعض الفتيات يتمردن على هذه (الثقافة الأُسرية) وبمقتضاه يُصبح أي توجيه هو بالجزم تعنيفاً ! وبكلمة أوضح : يصبح تقويم سلوك بعض الفتيات وترشيده وفق المعايير القيمية بمثابة عُنف بوصفه مناهض لثقافتهن وإن شئت تعارض مع رغباتهن ! وهذا لا يعني ويجب ألا يجعلنا نتجاهل أونتعامى عن وجود التعنيف الحقيقي بأنماطه ودرجاته لكن من دون أن نغفل أن الكثير منه مرده (التمرد) والعقوق وإن كان عن غير قصد أو إرادة... فإختلاف ثقافة الفتاة ( تفكيرها ، ميولها، رغباتها....الخ ) وتباينها لجهة ثقافة أسرتها يجعلها من حيث تدري أو لا تدرك تستاء وتستشعر بأنها مغبونة بل وربما مضطهدة ...الأمر الذي يجعلها ترفض التوجيه فيحصل الصدام وإن ضمنياً بين (الثقافتين ) وإذ بها ربما من حيث لا تعي تُجسد دور المُعنفة وتتعايشه بكل التفاصيل ! السؤال : كيف السبيل لإقناع بعض الفتيات بأن ما يُمارس بحقهن لجهة ذويهن هو من قبيل ترشيد السلوك ولعقلنة التوجه وتقويمه ليس إلا .. وكيف السبيل لإفهامهن بأن ثمة ( شعرة) بين التأديب والتعنيف ... وإستطراداً كيف يُمكن إقناع بعضهن بأن التمرد على ثقافة أُسرهن والإنعتاق من قيمها وأدبياتها وما يُسببنه من تبعات هو التعنيف البائن والصريح عينه ( لكن) لأُسرهن هذه المرة ....فيصبحن هن (المُعنِفات) بكسر النون ولسن ( مُعنَفات ) بفتحها !

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up