رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

(المراوغة القطرية).. الطبع يغلب التطبع !!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

واقع الحال لم تكن المراوغة والمداورة والتخبط وعدم الجدية إسلوباً جديداً أومستهجناً ومستنكراً على النظام القطري بل تلك أضحت علاماته الفارقة وربما ـ الدالة ـ التي تفرقه عن غيره إن صح التعبير ! بوصفه النظام القطري يعشق المفارقات ويتسلى بالمتناقضات لكن لعلنا توقعنا هذه المرة وإن ببصيص من التفاؤل بـ ( قفزة استثنائية ) أو بارقة تخرجه وإن شئت تنتشله من السير قدماً على نفق مظلم ومُحدق لا محالة بالخراب والأحافير لكن للأسف يبدو أن الطبع أبى إلا أن يُرخي بظلاله ويهيمن على النظام ويثنيه عن التطبع والرجوع إلى حيث البيت الخليجي.... فها هي فرصة ثمينة أُهدرت مجدداً .... كان الأجدر بالنظام القطري لا بل والأجدى له أن يقتنصها ويستثمرها لصالحه عوضاً عن اللهو بالمراوغات والاستمتاع برياضة المداورة ! ... فحسب ما أكده دبلوماسي خليجي أنه بسبب (مراوغة المفاوضين القطريين) أوقفت السعودية مفاوضاتها مع قطر المزمعة لإنهاء المقاطعة علماً بأن المملكة كدئبها المعهود تمسكت بالتوصل إلى الحل عبر (رؤية تشمل دول المقاطعة كلها) ..... تجدر الإشارة إلى أنه منذ المقاطعة والنظام القطري يتوسل وبالتناوب المواربة تلو المداورة وآخرها عدم حضور تميم للمشاركة بالقمة الخليجية التي استضافتها الرياض في ديسمبر(كانون الأول) الماضي كما لو أنه استمرأ عدم الجدية واستعذبها كنهج وأسلوب .... إلى ذلك وبمقتضاه يكون النظام القطري فقد كل خطوط الرجعة وآثر إلا أن يؤكد وبإمعان بأن الطبع دائماً ما يغلب التطبع ! يبقى القول : أن السياسة تعني من جملة ما تعني استدراك الأخطاء والتماهي والمتغيرات والإخفاقات وإن متأخراً بُغية تقليل ما يمكن تقليله من خسائر وأضرار ولا ضير أو غضاضة في ذلك فأن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً لكن يبدو وعلى الأرجح أن تلك السياسة غائبة أو ربما مُغيبة لجهة الأجندة القطرية ... مطلق الأحوال يبقى ذلك خيارها وقرارها وبالنتيجة عليها أن تتحمل مغبة ذلك وتداعياته وإن بعد حين.

arrow up