رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالله بن بخيت
عبدالله بن بخيت

فك وأفك

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

حتى الآن لم أشاهد أي عمل تلفزيوني في شهرنا الفضيل هذا. ليس تعففاً ولكن لاختلاف الليل والنهار بين المدينة التي أعيش فيها وبين مواعيد بث الأعمال التلفزيونية في الشرق الأوسط وأسباب أخرى. لا أعرف هل الأعمال جيدة أم رديئة. أعتمد على أخواننا الصحفيين واخواننا في التواصل الاجتماعي. مراجعات وآراء من الصعب الركون عليها. أصحاب هوى. ملاحظات لا تخلو من بعض المتعة وخصوصا الجانب الشتائمي منها. هؤلاء الذين يحاربون الفسوق بأداتهم المفضلة التي يسميها القاموس العربي القبح. فاتهم انهم يطالبون بالاحتكام للمجتمع. في كل مرة يطالب كاتب أو مسؤول بأي عمل تحديثي يتصدى له هؤلاء بحجة ان المجتمع محافظ وإذا طالت المطالب وتفشت صرخ مطالبا بالاحتكام للتصويت. على أساس أن المجتمع محافظ وسوف يرفض هذه المطالب بالتأكيد. لا أعتقد أن تصويتاً أفضل من التصويت القائم على المسلسلات والبرامج. أتاح الفضاء العام الفرصة للكل من يريد أن يبث بضاعته والمجتمع (المحافظ) يختار. يمتلئ الفضاء بكل أشكال القنوات وتوجهاتها. الديني الاجتماعي الترفيهي الرياضي العلمي.. الخ. هذه التنويعات في داخلها تفاصيل. فالديني مثلا يتوزع على السني والشيعي والمعتدل والمتطرف ونفس الشيء في بقية القنوات. كما يقول المثل الشعبي (طب وتخير). إذا هذه أعلى وأفضل درجات التصويت. لماذا الزعل ولماذا التوتر ولماذا التعرض للقائمين على تلك القناة أو الأخرى. القنوات الفضائية ليست مناهج دراسية تفرض على أحد. كل اب يختار لأبنائه الرسيفر المناسب. أليس المحافظ يرفض ما لا يتفق مع محافظته؟ لماذا التوتر والخوف. إذا كان المجتمع محافظاً بالصورة التي يظنها هؤلاء أو يتمناها وبعض القنوات لا تحترم هذه المحافظة ما الذي يجعل هذا المحافظ يبرمج رسيفره عليها ويسمح لعائلته وأطفاله متابعتها. ما الذي يجعل ملايين ريالات الإعلانات تتجه إلى هذه القنوات ولم تذهب إلى القنوات التي تحافظ على ذوق الأخ المحافظ. المعلن لا يهمه صراعات المجتمع ولا يهمه صراعات الأيدلوجيا. إنسان محايد. الربح الوفير هدفه. حسبما نرى وجد رزقه عند القنوات التي لا يريدها المجتمع المحافظ. تلك القنوات التي لا يتفرج عليها سوى القلة (الجالية الدنماركية في حي السويدي بالرياض). حتى يوم قريب كان بعض المحاربين للمتعة والفنون يشتكون ويلطمون من أن الإعلام تحت سيطرة القلة. هذه القلة القليلة تحارب صوت العقلاء وتحبسه عن المجتمع. تغير كل شيء في الأيام هذه. لم يعد الإعلام التقليدي يسيطر على عقول الناس وتوجهاتهم. القلة التي تسيطر على الإعلام التقليدي مازالت حبيسة الإعلام التقليدي بينما انتشر العقلاء يجوبون فضاء الإعلام الحديث طولا وعرضا. كل عاقل صار يمتلك قناة على اليوتيوب وعلى السناب وعلى التلقرام وحسابا في التوتير وحسابا في الفيس بوك وموقعا الكترونيا خاصا به مع الاحتفاظ المتصلب بميكروفونات المساجد. عندما تطل على هذه المواقع ستلاحظ قدرا كبيرا من الاحترافية. أما ان العقلاء صاروا خبراء في تصميم وإدارة المواقع على النت أو أنهم يستأجرون من يقوم بهذه المهمة نيابة عنهم، وأخيرا صرنا نسمعهم يرددون بنشوة أن الإعلام الجديد سحب البساط من الإعلام التقليدي الذي يصادم المجتمع. الحمد الله والشكر لله، صار المجتمع المحافظ يتابع القنوات التي تناسبه ولم يعد محروما من الصوت الذي يطربه، وفي نفس الوقت حافظ المجتمع الدنماركي في حي السويدي على قنواته وصوت القلة الذي يطربه. ما الداعي للمشاحنة. اسمحوا لي أن أعبر عما في نفسي بعبارة كنا نرددها عند باب المدرسة عندما نتورط في طقاق لا نهاية له وخاصة إذا كان كل واحد ماسك جران الثاني. (فك وأفك). نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up