رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

(مفيد النويصر) موفق للأبد!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بعد تحرير الكويت (1991) أدرك الكويتيون أن إعادة التعمير لن تبدأ بالسيطرة على حرائق آبار النفط، ولن تنتهي بعودة الدستور المعطل، وإنما بـ(فرمتة) النفوس الكويتية التي حطمتها سنابك الغدر بحيث لن تعود كما كانت، ولكن يتحتم عليهم أن يصنعوا من حطامها نفوسًا جديدة؛ كما قال الأستاذ (محظوظ): لا تستطيع جبر الزجاجة إذا انكسرت، ولكن يمكنك أن تصنع من شظاياها تحفة أجمل!! ولهذا انتشرت في الكويت بعد الغزو مهارات الـ(nlp) وتنمية الذات، والمشي على الجمر، وتحطيم الألواح الخشبية بالخناصر، واختراق البطاطس بمصاصة العصير! وقد نجحت (فيذاك) لأن الشعب كان نائمًا وأيقظته الحرب، ولم تلق النجاح نفسه (فيذا)؛ لأننا شعب (مُتَنَئِم/ متنيوم) لن يوقظه (طاش ما طاش) ولا (سيلفي)!! والأدهى والأمر أن تيار الصحوة سرعان ما اختطف هذا (العلم) الإنساني التطبيقي، وراح يسومه تشويهًا بدعوى (أسلمته)، التي بدأت بتحريم المشي على الجمر؛ لأنه من الطقوس الوثنية! ثم نسف قواعد رواد هذا العلم من اليهود والنصارى، وإحلال قواعد من الكتاب والسنة حسب فهمهم، وراح الدعاة يتسابقون في تأليف كتبٍ لا تسوى الغلاف الوردي، ولا الورق الصقيل، ويتفننون في عقد البرامج والدورات الخطابية الحماسية!! وبدل أن يكرسوا التفاؤل بالحياة وزينتها، غرسوا حب الحور العين! وبدل أن يعززوا (التفكير) الإيجابي أعدوا الشباب بـ(التكفير) السلبي! وإذا بنا نكتشف أن الأرض لا تدور، وأن قيادة السيارة تضر بمبايض السعوديات خاصة، وكانت المرأة عورة فقط، وإذا بها تغدو عارًا وشنارًا!! هنا يأتي برنامج (من الصفر) لمفيد النويصر على (mbc) الأولى بمثابة فتحٍ جديد في نشر التفكير الإيجابي؛ بعرضه نماذج حقيقية، من لحمنا ودمنا، وعرقنا ودموعنا، ومائنا وطيننا، ونارنا ورمادنا! وقد بدأ النويصر هذا الفتح بالكتابة، على خطى الإنجليزي (كولن ولسون) في (الإنسان وقواه الخفية)، والأمريكي (دانيال كارنيجي) في (دع القلق وابدأ الحياة)، والشاعر العربي العظيم (إيليّا أبي ماضي) في معظم دواوينه، لكنه بهذا (الصفر العربي) يقدم فتحًا آخر في المهنية الإعلامية؛ حيث اعتدنا أن يقدم المذيع العربي ذاته المتضخمة على حساب الضيف! أما (من الصفر) فهو يتفنن في تقديم الضيف بالسرد المباشر، والمشاهد التمثيلية، ورسم الوجوه (البورتريه)، ويكتفي المذيع بدور الراوي الأمين، وبالمختصر المفيد... والنويصر كمان!! نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up