رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد عامر الأحمدي
فهد عامر الأحمدي

ماذا لو استمر نظام رمضان طوال العام

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قبل أن تخترع الكهرباء ويتعلم الناس السهر للفجر كان النظام الطبيعي هو تناول وجبتين في اليوم فقط.. الوجبة الرئيسية في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم، ثـم الانشغال بطلب الرزق حتى المساء، ثم العودة لتناول الوجبة الرئيسية الثانية، ثم النوم بعد صـلاة العشاء مباشرة..
ورغم أن هـذا الترتيب يبدو اليوم ساذجاً ومستبعداً إلا أنه يعد أفضل نظام غذائي يتوافق مع برمجة الجسد في النوم والاستيقاظ والعمل ـــ بل قد يكون الحل الأمثل للعديد من المشاكل الصحية المعاصرة (كالبدانة والسكر والضغط وتهتك الشرايين)!!
والمحاسن الصحية لهذا النظام أكثر من أن نسردها في هذا المقال؛ ولكن يمكن توضيح آلــية عملها من خلال النقاط التالية:
حين تـجعل وجبتك الرئيسية (في الصباح) يتوفر لجسدك الوقت الكافي (حتى المساء) لهضم الطعام وحرقه كاملاً (وهو ما يضمن عدم تحوله لشحوم تتراكم في حنايا الجسم)..
وحين تتناول وجبتك الرئيسية الثانية (في المساء أو بعد غروب الشمس مباشرة) يتـكرر نفس الأمـر مجدداً ويتـوفر لجسدك ما يكفي من الوقت لهضم الطعام وحرق السعرات الحرارية قـبل النوم!
ولأن المعدة تحتاج الى ست ساعات لهضم الطعام (وتصل لعشر مع اللحوم) فإنك بهذه الطريقة تترك لها وقتاً كافياً لهضم الوجبتين ـ وهذا بحد ذاته يضمن سلامتك من مشاكل هضمية كثيرة كـتـلبك المعدة وبخر الفم والإمساك المزمن..!
وفي المقابل حين تؤخر وجبتك الثانية (أو حتى الثالثة) إلى منتصف الليل تجازف بتحويل معظم السعرات الحرارية الى "شحوم" و"كوليسترول" لأنك ببساطة ستنام بعدها ولا تقوم بأي مجهود لحرق السعرات الوجبة المتأخرة (ناهيك عن تلبك المعدة كونها تضطر للعمل دواماً إضافياً حتى الصباح)!
ومن المعلوم أن المعدة "تتحضر" لهضم الطعام قبل موعد نزوله المعتاد من خلال توفير أنزيمات هاضمة وأحماض مفككة للطعام وإعادة إفراز الغطاء المخاطي المبطن لجدارها الداخلي (وبناء عليه تصور مدى الإرباك والضرر الذي يتعرض له الجهاز الهضمي حين يفاجأ بنزول أطعمة جديدة كل ساعة أو ساعتين)!!
... وقـد يصعب على البعض تصور العيش اعتماداً على وجبتين رئيسيتين فقط؛ ولكن الحقيقة هي أننا نمر بهذه التجربة خلال شهر رمضان الحالي.. أو هكذا يفترض..
فـفي هذا الشهر بالذات يتغير نظامنا الغذائي ويتعـود جهازنا الهضمي على النظام الجديدة بحيث يختفي جوعنا (خلال النهار) وشعورنا بالتخمة والامتلاء (ساعة الإفطار) بعد أيام قليلة فقط من التعود عليه ـــ وهذا بحد ذاته دليل على قدرتنا على الاكتفاء بوجبتين في اليوم فقط!
... ولك أن تـتخـيل الاستمرار على هذا النهج حتى بعد شهر رمضان والاستمرار عليه كـنظام دائـم لتخفيض الوزن وزيادة النشاط والحــد من مخاطر السكر والكوليسترول .. وأنـا لا أطالب هنا باستمرار فـترة الصيام الصارمة بــل الاستمرار على "نظام الوجبتين الرئيسيتين" التي تعودت عليهما خلال الشهر الكريم يمكنك أن تـتناول بينهما السوائل غير المحلاة وكميات بسيطة من الفاكهة المفيدة!
.. أقترح إبقاء الفكرة في رأسك حتى رمضان القادم ــ وسترى كيف أصبحت مهيأ نفسياً وجسدياً لتقبل أكثر الأنظمة الغذائية كمالاً وتوافقاً مع طبيعة الجسد! نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up