كتالوج اللعبة الداعشية!!

..و.. و... وآخر ما تفتقت عنه عبقرية بعض دعاة الفتنة ـ ليصرف الأنظار عن سجله التحريضي ـ هو أن هناك لعبة إليكترونية هي السبب الوحيد في (دعشنة) مراهق من فلذات أكبادنا؛ بحيث يمضي (كالروبوت) ينثر الدم الحرام حتى في البلد الحرام، وحتى لو كان الدم دم أمه وأبيه! والحق أن هناك لعبة داعشية، ولكنها غير إليكترونية! وقد حذرنا منها كثيرًا، منذ (الوطن 2007) بمقالة بعنوان: (ثقافة التحريم والتجريم)! ثم نشرنا (كتالوجها) بمقالة بعنوان: (كيف تصنع قنبلة في (45) دقيقة؟)، نشرتها (مكة) بتاريخ (9/5/2014)، ونكرر الإشارة إليها؛ معذرة إلى الأجيال القادمة، في شعب أقسم ألَّا يقرأ ولو (زغَّطته) الأفكار تزغيطًا!! وقد جاء في ذلك الكتالوج: كل ما تحتاجه هو دماغ مراهقٍ سعودي فارغٌ إلا من هذه المتناقضات (السعودية)، إذ يجد كل شيءٍ محرَّماً أو مجرّماً، من الأغاني إلى النكت البريئة، لأن الضحك يميت القلب! ورغم حرصه؛ يجد المراهقُ نفسه أمارةً بالسوء، فتوقعه في شيءٍ من هذه المحظورات التي هوَّلها أساتذة التطرف؛ لحاجةٍ في أنفسهم، ما زالوا يقضونها كل حين، تحت سمع الوزارة وبصرها منذ أربعين عاماً!! تخيل ـ مثلًا ـ أن الفتى المؤمن ضيَّع جزءًا كبيرًا من ليالي رمضان الفضيل، في متابعة (كوبا أمريكا) و(يورو 2016)؛ فإن أغمض عينيه عن مفاتن المشجعات الحسناوات، فهل يغمضهما عن أفخاذ اللاعبين من بني الأشقر والأصفر والأحمر، حملة الصليب على قمصانهم؟؟ هل كان ينتظر إلاّ أن تسقط السماء عليه، أو تخرَّ الجبال وهو مُكِبٌّ على هذه المعاصي، التي تطرده من الملة بـ(كارت) أحمر؛ حسب الفكر الخارجي الداعشي!! ولكن لا تقنط من رحمة الله يا قرة عين المحرِّضين، وريحانة قلب (المدعشنين)؛ فلقد شرعنا وصنعنا لك (الأحزمة الناسفة)؛ لتكفِّر بها عن كل (الكبائر) التي لا يكفِّرها شيء!! وبضغطة زِرٍّ تجد نفسك في أحضان الحور العين؛ مؤبَّداً، ومسياراً، ومسفاراً، و(سناب شات)! ولم يعد شرطاً أن تخرج إلى بلادٍ أخرى، فقد فتحت الجماعات الإرهابية فروعاً لها في (بلاد الحرمين)، حيث انتشرت بنوك الربا، وخرجت المرأة من بيتها متبرجةً لتشهد مهرجانات الفسق والطرب والمعازف، وامتلأت صحفها (بالرويبضة)، و... و.. ونرجو صادقين أن تكون هذه آخر مرارةٍ نفرتكها في شرح هذا الكتالوج!! نقلا عن مكة