رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

بين تأسُّفهم وتعسُّفنا!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يقول الأستاذ (محظوظ) في مذكراته... عفوًا (مُنَسِّياته) كما يصر هو على تسميتها؛ مستحضرًا (سحيماوية) عتيقة تقول: «لحظة فرح (تنسيك) كل الأتراح، ولحظة ترح (تنسيك) كل الأفراح!! فما هي (الذاكرة) إذن؟؟! أين وصلنا؟ آه.. يقول: مذ كنت طالبًا، والواجب المنزلي يمثل (جاثومًا) مرعبًا للتلميذ في المرحلتين المتوسطة والثانوية، ولأسرته ـ الأم أو الأخت الكبرى تحديدًا ـ في المرحلة الابتدائية! وكثير من السعوديين ما زال يعاني مما أسميه (اكتئاب الجمعة)؛ حيث كان السبت أول أيام الأسبوع، ولا يحلو للمعلمين تكليف التلاميذ بأكبر كمية من (الجواثيم) إلا يوم الأربعاء؛ بذريعة أن لديهم وقتًا فائضًا يومي الخميس والجمعة!! ولهذا قررت أن أقتل هذا (الجاثوم) بعد عامين فقط من تعييني معلِّمًا للغة العربية... كيييف؟ في البداية سألت طلابي بكل ما عرفوه عني من شفافية: من منكم يحب الواجب المنزلي؟ ومن بين (420) طالبًا أجاب تلميذ ظريف واحد: أنا يا أستاذ! وقبل أن أستدعي ولي أمره؛ ليعرضه على طبيب نفساني ـ فالولد لا يمكن أن يكون طبيعياً ـ صارحني بأن خادمتهم (الإندونيسية) كانت تدرس مبادئ اللغة العربية في بلدها، واضطرتها الظروف المعيشية للانقطاع، فتطوعت بمتابعتي أنا وإخواني الذكور ـ الإناث السعوديات أكثر إحساسًا بالمسؤولية؛ هذه حقيقة ملموسة ـ وكانت تزعل إذا لم تجد واجبًا تحله!! و(بشرتهم) بأنني لن أكلفهم بواجب منزلي، مقابل أن يركزوا جيدًا كي نتمكن من حل الأسئلة التطبيقية في الثلث الأخير من الحصة!! فأقاموا الأفراح و(الحصص) الملاح، ولكن لم يمض أسبوعان إلا والمشرف التربوي (المفتِّش الموجِّه) يوقعني على تعهد بالعودة إلى (النظام)، بعد أن وقعني المدير على لفت نظر!! عندها استثمرت (الهياط) الجماهيري، وطلبت منهم أن يحلوا الواجب (فزعة) لأستاذهم المحبوب! وما قصروا في أول يومين فقط، ثم لم يلتزم بالواجب غير الخادمة الإندونيسية! فلجأت إلى حيلة تربوية لم أسبق إليها؛ حيث طلبت من كل تلميذ لا يقوم بالواجب، أن يكتفي بالوقوف ويقول: (أخطأت) فقط، عند سؤالي إياه: لماذا؟! ولن أعاقبه بأي شكل!! والنتيجة التي ما زلت أفخر بها؛ رغم إقصائي عن التعليم الميداني منذ (17) عامًا هي: أن كلمة (أخطأت) لم تتكرر من طالب واحد مرتين! بمعنى أن الجميع التزموا بالواجب!! وتفسير ذلك غدًا.. خليكوا قاعدين (فيذا)!!! نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up