رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

متى تتحمل الضحايا مسؤولية الجلاد؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ليس جديدًا أن تقطع بعض القنوات العربية (الأصيلة) بثها المباشر لخطاب (توني بلير)، وتكتفي منه بما يحقق هدفها بالوصول إلى الجماهيرية الكاسحة!! فهي تعرف أن المتلقي العربي لا تهمه الحقيقة، ولا يبحث عنها بقدر بحثه عن (فقاعة)، يشبع فيها (طقطقة) مع محللي (كل شيء مؤامرة)، وأقلام (كل شيء بريال)! فما الذي يثير شعب الفقاقيع (المُتَنَيْئِم) الأعظم؛ سوى أن (بلير) يستهين بدماء ملايين الأبرياء، في حرب الإطاحة بالزعيم الأوحد، ويمضمض ضميره بقوله (أنا آسف)؟! لتنطلق الجنائز (العاشورائية)؛ تشجب وتدين وتستنكر، وتعلن حسرتها على السفاح، الذي داس كرامتها ببسطاره العسكري (40) عامًا، ولكنه كان أرحم من الطغاة الجدد، الذين هبطوا على (أطلال) العراق من الأباتشي الأمريكية (البوشية)، أو على صهوات الدبابات البريطانية (البليرية)!! ثم يأتي هذا السياسي الوقح، ويتوقع أن نسامحه؛ لأنه اتخذ قرار الحرب بحسن نية؟! مسكين هذا (العلج).. يعتقد أننا سندير له الخد الآخر؟ حاشا وكلا.. وعسى ولعل.. وماذا وإلاّ ... ولكنه لن يعرف الغضبة (الـمُضرية) إلا إذا اصطففنا على قلب رجل واحد، هو (ملك الشجن)/ الفنان القدير (عبدالكريم عبدالقادر)، وواجهنا أسفه الخاثر، بأسف عربي حاد حار: «حبيبي.. لا أبد مو إنتْ... ذاك اللي تمنَّيتكْ ... أنا آسف .. أنا آسف.. إذا في يوم حبَّيتكْ»! وفي خضم هذا (الهياط) الجماهيري؛ لن ينتبه أحد ولا أربعاء، إلى أن صاحب الفخامة البريطانية (ما درى عنَّا) أصلاً! وإنما كان يتأسف لشعبه الذي وضع ثقته فيه، ليقحم جيشه في حربٍ لم يحسن تقدير عواقبها! وكان يعلن مسؤوليته عن الخسائر المادية والبشرية التي تكبدتها بلاده العظمى، وكان بإمكانه تلافيها!! وهو يسير على سنة أحلافه (الكاو بوي)، الذين يذرفون الدموع، ويضعون أكاليل الورد على ضحايا القنبلة الذرية في اليابان؛ لكنهم لا يعتذرون إطلاقًا؛ ويحمِّلون قادة اليابان المسؤولية كاملة، وما زالوا يستوفون منها تكلفة تلك الكارثة!! وهو بالتالي ليس مسؤولًا عن مآسي العراق؛ وإن أبدى حزنه الشخصي عليها؛ وإنما ينوء شعب العراق بوزرها؛ أخلاقيًّا وتاريخيًا، بعد أن يقدم أسمى آيات الشكر والعرفان، ويقبل البساطير الإنجليزية والأمريكية، التي أزاحت بسطارًا من (جلدته)، ما زال يَسِمُ خده! وليست مسؤولية جنود المسيح ـ بتعبير (بوش الابن) ـ أن يتوارث (زعماء الغفلة) البسطار المهيب نفسه!! نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up