رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

عندما ناشد سعود الفيصل الإبقاء على الجيوش!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في تصريحه المدوي الذي أطلقه وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل – رحمه الله - العام 2004، محذرا من تفكيك الجيش العراقي، لم يكن الفيصل يقول كلاما عابرا في السياسة، ولا تصريحا دبلوماسيا عارضا. كان صرخة مدوية تخطت ما يزيد على عشر سنوات من عمر العالم العربي، لم يفكك فيها جيش العراق العربي الوطني فقط، بل لحقه بضعة جيوش أخرى كانت عماد العرب ودرعهم المكين، وسوف تلحقها جيوش إضافية خلال الأعوام القادمة. لم يكن الفيصل بعيدا عن اكتشاف المخطط الذي تقوده القوى العظمى، بمباركة من دول ومليشيات محلية، ليس لديها لا البعد السياسي ولا الوطني، وبنت خصومتها مع الجيوش والحكومات القائمة، على نقض الدول وهدم مؤسساتها. وكأن الغرب سيرضيه أن تعيد تلك التنظيمات بناء ما تهدم، وترميم ما تفكك، إنها السذاجة السياسية، والرخص في التفكير عند الإسلامويين مدعي الفهم. ما حذر منه الفيصل لم يطاول الجيش العراقي فقط، فها هي الجيوش العربية الوطنية في ليبيا واليمن وسوريا، انتهت تماما، بغض النظر عن القيادة السياسية التي حكمت تلك الدول، إلا إن تلك الجيوش كانت درعا عربيا حصينا يحفظ الأمن ويدعم الاستقرار في بلدانها. وما تخوف منه الأمير سعود وقع.. فقد كانت السعودية تختلف مع النظام العراقي، لكنها وفي الوقت نفسه تخاف على الجيش العراقي من مسؤوليتها القومية، وفهما أمينا للمصالح العليا للأمة. لقد قال «الفيصل» إن حزب البعث والنظام العراقي انتهيا، لكن الجيش الذي استثمر فيه العرب والعراقيون من دمائهم وأموالهم، يجب أن يبقى ولا يدمر، لأن تلك المؤسسة العسكرية هي في النهاية مكون أساس من مكونات الشعب العراقي، من غير المقبول العبث به، وهو مخزن آمال الأمة ضد أطماع الغرباء المتوحشين، الذين عاثوا وفسدوا دون أن يجد ابن العراق من يحميه ويقف بجانبه. الجيش المصري والتركي من الجيوش الكبرى في المنطقة اليوم، والمحاولات العبثية التي يساهم بها «الإخوان المسلمين» وأذرعتها، لهدم بعض الجيوش ومنها الجيش المصري مستمرة، ولو تمكن إخوان مصر من الجيش لنفذوا المخطط، ولقتلوا وسحلوا رجاله في الشوارع. أما في حال تم القضاء على الجيش المصري، كما هو مخطط له، فسيخسر العرب جيشا يعتبر في مصاف الجيوش الكبرى. إذن وكأن هناك من يهيئ الساحة لتفرد جيش كبير واحد في المنطقة وشعوبها، مع السماح بوجود تنظيمات سياسية، لديها مليشيات تتحكم في مصائر الشعوب التي تطبق عليها. لا أدل من ذلك من الإبقاء على تنظيمات مسلحة مثل حماس، وحزب الله، والحوثيين، وداعش، والنصرة والقاعدة، وهي في نهاية الأمر ليست جيوشا بالشكل المتعارف عليه، وليس لديها البينة القتالية، من طائرات ودبابات وسلاح مدفعية.. إلخ، ولذلك مهما بلغت قوتها، فهي موجهة للدفاع عن قادة المليشيا وليس الأوطان. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up