رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد آل الشيخ
محمد آل الشيخ

مطاراتنا.. فالج لا تعالج

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أدق مثل يشرح واقع مطاراتنا المثل الذي يقول (تلبس خلاخل والبلا من داخل)؛ أما تلك التي تحت الإنشاء، فلا علم لنا بها، إلا ان الذي نعلمه أن أغلب مقاوليها لا يلتزمون بالفترة المخصصة للإنشاء عند التعاقد، وبالتالي لا يلتزمون بموعد التسليم، فالتأجيل أو سمّه التمديد، أصبح كشرط الضرورة التي لا يكتمل إنشاء أي مطار إلا بتوفرها ابتداءً. قبل أيام كنت عائدا من خارج المملكة إلى الرياض، وما إن حطت بنا الطائرة على الأرض حتى توقفت بعيدا عن البوابات ذات الخراطيش المتحركة (الحديثة) شكلا لكنها معطلة فعلا، ليستخدم المسافرون سلالم النزول من الطائرة، تلك الوسيلة (العتيقة) المغرقة قي تخلفها، والتي انقرضت من كل مطارات العالم تقريبا، لكنها بقيت هي الوسيلة الرئيسة في مطارنا العتيد، الذي تراه من الخارج فتقول : (يا سلام) وعندما تصل إليه، وترى النفقات الضخمة التي أنفقتها عليه الحكومة تقول (ياحرام)، وبين يا سلام ويا حرام، تبدأ حكاية لا تنتهي إلا لتبدأ، ويبتدئ معها شعور بالضيم والقهر والغبن، يُكللها سؤال بسيط ومباشر: لماذا مثل هذه الفوضى الإدارية الضاربة أطنابها، والتي لا تجدها حتى في مطارات مدن مجاهل أفريقيا؟ .. غير أن الصمت يخيم على المكان، فلا مجيب ولا من إجابة. في مطار الملك خالد الدولي بالرياض قرابة الخمسين بوابة حديثة، من المفترض أن المسافرين والقادمين، يستخدمونها للركوب الى الطائرة أو النزول منها بسهولة ويسركما هي مطارات العالم المتحضرة، غير أن هذه البوابات غالبا ما يكتفى بها كديكور أو بلغة أدق (زبرقة)، حيث تُنذف (الطائرة في قلعة وادرين)، ويقل المسافرين من الطائرة أو إليها (باص) من نوع رديء يرتفع عن الأرض قرابة 40 سنتمترا، وعليك أن تبذل الجهد (لتتشعبط)، ثم ينحشر الركاب فيه، كما السمك في (علبة) ساردين، وما إن يكتمل الركاب، حتى (ينتع) بهم السائق الهندي، ويميل بهم ذات اليمين وذات الشمال، ولا تفُرج القضية إلا بوقوف الباص قرب الطائرة، ليتسابق الركاب للصعود إلى الطائرة، زرافات ووحدانا، تماما مثلما كانوا يفعلون أيام عهد (الداكوته) و (الكونفير) قبل نصف قرن. أعرف أن هذا النقد قد يبدو حادا وقاسيا، إلا أن معاناة المسافرين من مطارات المملكة لا تطاق، ولا يمكن قبولها، خاصة وأنني، ولمرات ومرات، أجد البوابات المتحركة فارغة من أي طائرة، فلماذا يصر الموظفون في مطار الرياض على عدم استخدامها، والعمل كما كان مطار الرياض القديم يعمل سابقاً، من خلال السلالم والباصات المهترئة؟ « هل يستطيع أحد من موظفي الطيران المدني أن يجيب؟ أم أن الصمت والتطنيش هو أفضل إجابات الموظفين الكسالى! نقلا عن الجزيرة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up