رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

هل ينفخ سماحة المفتي في رماد؟!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

دعا سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية (عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ) المؤسسات الأهلية، والبنوك، ورجال الأعمال إلى التبرع من أموالهم؛ في صندوق يخصص لدعم المجاهدين والمرابطين على الحد الجنوبي، وتسديد ديونهم، وتوفير احتياجهم، مؤكدًا أن الجهاد بالمال أعظم من الجهاد بالنفس!! ولعل سماحته يريد صندوقًا وقفياً (ربحيًا) باقيًا ويتمدد؛ للقيام بالواجبات الاجتماعية (foundation)، وليس صندوقاً للصدقات أو الزكوات أو الكفَّارات الوقتية!!
وحسب علمنا؛ فإنه لم يستجب ـ حتى الآن ـ أحد ولا أربعاء لهذه الدعوة الخيِّرة (علنًا)!! بل إن المتحدث الإعلاني.. عفوًا: الإعلامي باسم بنوك (مرتاع البال) لم يجد ما يقوله؛ لصحيفة (سبق) الإليكترونية، في عددها ليوم (4/8/2016) وعلى مسؤولية الزميل (بدر الجبل)!
وإذا كنّا قد انتقدنا محامي (المطفِّفين) كثيرًا، على استماتته دائمًا (عمَّال على بطَّال)، في الدفاع عن تجار (القروض) الفاحشة، وهوامير أكل أموال الناس بالباطل؛ فإن من حقه اليوم أن نشيد بحيائه واحترامه لما تبقى من أخلاقه؛ إذ التزم الصمت مع تزامن هذه الدعوة مع تباهي البنوك بإعلان أرباحها الفلكية! ما يثبت أنه ما زال في وجه سعادته قطرات دم لم يتبرع بها للشيطان!!
أما البنوك والمؤسسات الأهلية، فلن يحرك ضمائرها الغائبة ـ كالضمير الدولي ـ مثل هذه الدعوة الكريمة؛ بل لا بد من فرض ضرائب اجتماعية لا تتجاوز قطرات من (محيطات) أرباحها؛ كما قلنا وقال غيرنا مراراتٍ عديدةً بديدة! ولكننا بدلاً من ذلك نكافئها باقتراض (المالية) منها مباشرة، أو بتسليمها رقاب المحتاجين للسكن بالقرض المعجَّل!
وأما (فاعلو الخير) من الأفراد فهُمْهُنَّ بالآلاف، ولكنَّهُنَّهُمْ يتورعون عن إعلان ذلك!
ولذلك استبشرنا بإعلان تسديد الأمير (متعب بن عبدالله) ديون (150) جنديًا من وزارة الحرس الوطني، في رمضان، على اعتبار أنه سنة حسنة يؤجر عليها سموه! ولكن اتضح أنه ليس هو من أذاع الخبر، بل أحد المستفيدين ـ جزاه الله خيرًا ـ ودون الاستئذان من سموه، الذي أودع المبالغ في حسابات الدائنين مباشرة؛ ما أبطل اقتراحنا بتسليمها للمستفيدين في حفل علني؛ حفزًا لغيره من أهل الخير على أن يعملوا بقوله تعالى: (إن تبدو الصدقات فنعمَّا هي)!!
ونكرر هنا أن إعلان التبرعات أصبح واجبًا قد يضاعف الأجر أكثر من إخفائها!! نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up