عنب (الصَّلِيبة) يا أحبابي!!

يقع مركز (الصُّلُبية) أو (الصُّلَيْبِيَّة)؛ حسب العادة القصيمية العريقة في تصغير أي اسم تمليحًا وتدليعًا له؛ وليس تحقيرًا أو (طنازة) لا سمح الله! و... بلاش (يقع) هذي؛ كي تسلم مما نسميه (تِنِقّد القصمان) وقل: يبعد عن (بريدة) بـ... وراه (يبعد) يا دافع البلاء؟ قل: يقرب من (بريدة) قادمًا من (حائل) بالضبط: (105) كيلوّات و(7) مترات، و(33) سنتيمترًا، و(9) مليمترات، و(90) ألف نانومتر!!
ويقال: إنها سميت بهذا الاسم لصلابة أرضها! ويقال: لصلابة موقفها على الطريق بين أكبر حاضرتين في تاريخ نجد، وهما (حائل)، و(القصيم)! ويقال: بل لأن أهلها (صليبين رأي)؛ حسب قاموس أكسفورد (للهياط) السعودي!!
ولعل التعليل الأخير هو الأقرب للدقة؛ فلولا صلابة إرادة أهل هذه البلدة المغمورة، ما تصدرت المشهد طيلة الصيف، ولثلاثة مواسم متتالية، بمهرجان (العنب)، الذي يلوي الأعناق ليَّاتٍ عديدة:
أولها أنها لم تكن معروفة تاريخيًا ولا جغرافيًا بزراعة العنب بالذات؛ بحيث أصبحت تصدره لأشهر منطقتين بإنتاجه، وهما: المدينة المنورة، حيث ما زال صوت (فايزة بكر) يحز القلوب بالأغنية الشهيرة: (عنبي يا عنبي يا عنابي)؛ حنينًا إلى (عنب المدينة يا أحبابي)، المعروف بحباته الريانة الكبيرة؛ كعيني الفنانة الكويتية (هيفاء عادل) آنذاك!
وبمناسبة الأغنية: نقترح أن يغيروا اسم المركز كما في العنوان ـ على وزن (المدينة) ـ ويعيدوا إنتاجها بصوت (فايزة) برضو، ولا يشيلوها (شيلة)!!
أما المنطقة الأخرى فهي (الطائف)، الشهيرة بالعنب (الرازقي) الذي يقول فيه (ابن الرومي):
ورازقيٍّ مُخْطَفِ الخُصُورِ * كأنه مخازنُ البَلُّورِ
قد عُبِّئت مسكًا إلى الشُّطورِ * وفي الأعالي ماءُ وردٍ جُوري!
وهو يصف (هيفاء وهبي)؛ حسب وصية سيدنا (أبي محجن الثقفي):
إذا متِّ فادفنِّي إلى جنب كرمةٍ * تُروِّي عظامي بعد موتي عروقُها!
ولا تدفنَنِّي في الفلاة فإنني * أخافُ إذا ما مِتُّ أن لا أذوقُها!
ولكن لم يعد لخوفه معنى مع مهرجان العنب في هذه البلدة المتألقة وسط الفلاة! بل نقترح ـ جدًا ـ أن ينقلوا عظامه إلى (الصَّلِيبة) الجديدة، بعدما تعرضت له الطائف، وقبلها المدينة المنورة من تدمير للمساحة الزراعية الخضراء!!
ومما يلوي به هذا المهرجان الأعناق هو: أنه جاء متزامنًا مع مهرجان (التمور) العظيم، الذي تنظمه كل مدن القصيم؛ ضاربةً أروع النماذج في دقة التنظيم، وحيوية التغطية الإعلامية!! نقلا عن مكة