رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

أسلحة الكيد الفتاكة!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

على كل..إذا ما توسعنا قليلاً بمفهوم العنف فسنجد أن العنف الذي تمارسه النساء على الرجال أكثر وأضر وأوسع، لأن أغلبه يقع في دائرة العنف والإيذاء النفسي، ومعلوم أن الإيذاء النفسي أبلغ ضرراً وأقوى تأثيراً. ومما يفاقم هذا العنف ويوسع دائرته الإيذائية أنه في أغلبه يتم بوسائل الكيد، والخالق - جل وعلا - وصف كيد النساء بأنه (عظيم). والكيد سلاح فتاك، لأنه متعدد الوسائل والأساليب والآليات، ويمكن استخدامه تحت كل الظروف والمناخات، فهو يستخدم الكذب والنفاق والحيلة والمناورة والتخطيط طويل المدى، وفيه توظف الكلمة والدمعة والضحكة، والأمراض، واللمسة، والهمسة، وكل أعضاء الجسد، والإيماءة، والغمزة. وهذا هو مصدر خطورة كيد النساء، ومصدر قوتهن. والمرأة في هذا تتفوق على الرجل، لأنها أقدر منه على السيطرة على انفعالاتها العاطفية. المرأة واقعية للغاية.. وعلى عكس ما يشاع، فإن الرجل هو العاطفي والخيالي.. وإلا فكم من النساء بلغن ذُرى الإبداع الخالد، سواء في العلوم أو الفنون بمختلف أنواعها.
وها أنت تشاهد في كل قنوات العالم الفضائية أن أكبر المبدعين وأمهرهم في فنون الطبخ - وهو مجال المرأة بامتياز - هم من الرجال. المرأة تعاني من نقص حاد في الخيال، لأنها ملتصقة بالأرض والواقع، لا تميل إلى المغامرة والتجريب، ولذا فإنها الأكثر شهوة في الاستهلاك، ليس في الاستهلاك، ولكن في الشراء.. إنها تعشق اقتناء الأشياء وحفظها دون الاستفادة منها، ولتلقي نظرة إلى خزائن معدات المطبخ وأطقمها..ويا ويل من يفكر من إنفاق نصف قيمتها على الكتب مثلاً. وراءه امرأة يقال لك: وراء كل عظيم امرأة.. دون أن يقولون لك كيف أسهمت هذه المرأة في عظمته؟ وكلنا يعرف بعض أولئك الذين يهربون من جحيم زوجاتهم إلى الاستغراق في العمل والإبداع. هؤلاء الهاربون هم الناجون من الجحيم إلى العمل، فيحرزون فيه التقدم والنبوغ والنجاح. أما أولئك الذين يهربون منه إلى (البلوت) والشيشة والسهرات الخارجية، فهم (الثابتون) في مواقعهم العملية لا يتقدمون ولا يتراجعون. أما الخاسرون فهم الذين يهربون من الجحيم إلى الجحيم، أي من جحيم الزوجة النكدية إلى هاوية ممارسات أخطر وأسوأ مآلاً من الدنيا والآخرة.
يقولون: إن صبر سقراط على زوجته جعل منه فيلسوفاً.. ويا له من دعم تقدمه زوجة لزوجها حتى ينجح.. ولكن في التاريخ كله لم نعرف سوى سقراط واحد. وراء كل عظيم امرأة.. يقولون لك..ثم سينسون قاعدة أعم: وراء كل جريمة فتش عن المرأة. ألا يقولون هذا أيضاً؟ وأزيد من عندي، وأجزم أن الكل - عدا هيئة الدفاع إياها - يؤيدني: وراء كل شقي ومحبط امرأة. فالرجل بالفطرة مدفوع بدافع النجاح وتأكيد الذات، وهو في ذلك لا يحتاج لامرأة تحفزه وتدفعه إلى النجاح، ولكن جل ما يطلبه منها كزوجة أن تهيئ له المناخ الملائم في سكنه ليحقق طموحاته وينجح. والنجاح هو مكافأته وليس ما وراء النجاح من ثروة أو شهرة.. بينما تريد المرأة رجلاً تكون هي (كل) عالمه.. وأظن لهذا اختلفت المعايير، حيث أصبح الرجل سهل الانقياد، ضعيف الشخصية، فالذي تمثل امرأته كل العالم، فتصير اهتماماتها هي اهتماماته، وكل صغائرها تصير كل كبائره، هو الزوج المثالي والعريس (اللُّقطة)، وكما يقال: (حمير) تركبه ولا حصان (يركبك). على كل، أجدني أقف تماماً مع ما قاله لي صديق أمريكي ذات مرة، وكنا نناقش مسألة مثل هذه، قال لي: هل تعلم بأن النساء أكثر ذكاءً منّا نحن الرجال؟ ولما سألته: كيف ذلك؟
قال لي: الواحد من نشأته يصلي ويسأل الله أن يوفقه لينجح في دراسته، ثم نصلي ونسأله أن يوفقنا إلى عمل جيد، ثم نسأله الثروة والاستقرار، أما المرأة فتكتفي بأن تسأله شيئاً واحداً..أن يمنحها زوجاً، وحين تعثر على الزوج تطلب منه الباقي كله.

arrow up