رئيس التحرير : مشعل العريفي
 سمر المقرن
سمر المقرن

تكاسي الذئاب البشرية!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

من أكثر المواضيع التي تثير الجدل يومياً وعلى مستوى عالمي، هي تكاسي التطبيقات، حيث أدى ظهورها إلى وصول بعض التكاسي التقليدية في دول عدة إلى حالة من الكساد، فهي بديل جيد عن التاكسي التقليدي من حيث مستوى السيارة وجودة الخدمة ورخص القيمة مقابل ما يأخذه التاكسي العادي خصوصاً في الدول التي ترتفع فيها قيمة مشاوير التكاسي، وأذكر هنا مدينة نيويورك التي زرتها العام الماضي وشاهدت في تلك الزيارة مظاهرة احتجاجية قام بها أصحاب التكاسي الصفراء ضد تكاسي التطبيقات، التي التهمت أرزاقهم كما يزعمون.
في تلك الرحلة استفدت كثيراً من تكاسي التطبيقات، فهم إضافة إلى أن نوعية سياراتهم أفضل وخدمتهم أسرع، فإن أخلاقيات السائق مضمونة لأنه يخشى على نفسه من تقييم منخفض يوقف عمله، على عكس سائق التاكسي التقليدي الذي قد يفاجئك بأي سلوك لا تعرف سببه.
في السعودية أتصوّر وضع تكاسي التطبيقات مختلف للغاية، فمع أوضاع المواصلات الصعبة واستمرار حظر قيادة السيارة على المرأة، أصبحت هذه التكاسي مصدر أساسي للمشاوير العائلية، عكس الدول الأخرى التي يستخدمها فيها الناس على الأغلب لمشاوير استثنائية أو للسياحة. الوضع لدينا غير، فأصبحت تكاسي التطبيقات هي الموضوع الرئيسي في مجالس النساء، وحلّت كثير من إشكاليات النقل والمواصلات -تحديداً- للمرأة.
وقد صدر الأسبوع الفائت قراراً من وزارة النقل مفاده سعودة تكاسي التطبيقات بنسبة 100% وقد أسعدني هذا الخبر ولست ضده أبداً لأن ابن البلد يظل أولى بخيرات بلده، لكن ما دار في رأسي هو وجود ثمة تناقض بين هذا القرار الذي سيجعل المرأة السعودية وجهاً لوجه مع الشاب السعودي وفي سيارة واحدة وثالثهما البنزين، مع أن هذا الشاب السعودي يُطلق عليه (ذئب بشري) وهو السبب الرئيسي في استمرار حظر قيادة المرأة للسيارة، وإن كان هناك من يرى كل هذه الخطورة في هذا الشاب فكيف يُسمح له بالاقتراب دون مسافة من المرأة؟ أنا أتحدث هنا بعقلية من يُمانع ويرفض قيادة المرأة وليس بعقليتي، وأتحدث من خلال التناقضات في أن وجود المرأة في الكرسي الأمامي كقائدة للمركبة يمثل خطراً قريباً عليها وعلى المجتمع من ذلك السائق الأجنبي، بينما لا يرى في ركوبها مع الأجنبي أي خطر!
هذه التناقضات مع بالغ الأسف هي من كرّست في العقل المجتمعي هذه النظرة الدونية لكلا الجنسين. أكرر لست ضد سعودة تكاسي التطبيقات وأرى كل الخير في شباب بلدي، لكنني ضد التناقضات غير المنطقية والتي ما زالت تنظر إلى القضية من بوابة مقعد في الخلف أو في الأمام!!
نقلا عن الجزيرة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up