رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

جامعاتنا .. كل ما قلت هانت جَدَّ علم جديد!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كثر الحديث في الآونة الأخيرة والنقاش في كافة أجهزة مؤسساتنا الإعلامية عن التعليم الجامعي، وقبل وقت ليس بالطويل عقدت مؤسسة الفكر العربي ندوة وورش عمل عن واقعه العربي وآفاقه المستقبلية، خصصت بعضا منها للتجربة السعودية في التعليم الجامعي والبحث العلمي، وأن يكثر الحديث وتدور المناقشات تشريحا ونقدا حول التعليم الجامعي في المملكة، هو عندنا علامة صحة ومؤشر إيجابي على أننا نسير في الطريق الصحيح، فالتطور لا يأتي إلا بالمراجعة الدائمة والنقد البناء الذي يهدف إلى تصحيح الأخطاء وتعزيز نقاط القوة.

خطرت بذهني هذه الأفكار وأنا أتفاجأ بما يشبه المنشور عند الصباح الباكر على مكتبي بالجامعة لم يشأ صاحبه أن يذيله باسمه، يتحدث فيه راصدا ما قال بأنها تجاوزات في التعيين بوظائف التدريس وفرص التحضير للدراسات العليا بالجامعة، وقال بأنه يتحدث عن «معاناة الكثير من المتفوقين والمتفوقات في جامعة (..) والجامعات الأخرى في المملكة»، كما قال حرفيا في رسالته، مشيرا فيها إلى أن القبول والاختيار في الجامعات لا يتم وفقا للمعايير العلمية، ولكن على أسس أخرى مثل القرابة والنسب وما شاكلها. كان يمكن أن أنحي الرسالة جانبا وأمضي لشأني لو لم يضعها كاتبها على ذمتي، والعمل على إثارة مضمونها وما فيه من وقائع على أجهزة الإعلام وطرحها للرأي العام، باعتبارها تعبر عن شريحة كبيرة.

وقد قمت إبراء لذمتي بما يمليه علي واجبي وضميري بنقل الرسالة كما وجدتها في مكتبي على من يهمهم الأمر من المسؤولين ليتخذوا فيها ما يرونه مناسبا من إجراءات نظرا لخطورة ما تضمنته من ذكرها لوقائع محددة.. ولكن، وليس بعيدا عن المذكرة أو الرسالة، فإننا، وبعد التأكيد على ثقتنا في إدارة جامعاتنا وما تتمتع به من كفاءة وغيرة على مكانتها، والارتقاء بها، وبذل كل ما يمكن لتطويرها، إلا أننا بالقدر نفسه ندرك بأننا لا نعيش في مجتمع ملائكي، وأن الكثير من الجهد والعمل لابد أن تصاحبه بعض الهنات وجوانب النقص هنا وهناك، ووحده من لا يعمل هو الذي لا يخطئ، وأعلم أن أكبر ما يوقعنا في الأخطاء الكبيرة التي ترقى إلى مرتبة الخطايا هو داء «الشخصنة»، ونعني شخصنة سلطة مسؤولية الإدارة ووظيفتها وشخصنة القرار، فهي الثغرة التي عبرها تتسرب الممارسات التي تلحق الضرر بسمعة المؤسسة، خاصة إذا كانت مؤسسة تعليمية، وأخطر من ذلك تلحق الضرر بمستوى المؤسسة الأكاديمي والتربوي معا، ودائما، هذا ما ألح عليه فيما أكتب: أن نحارب في أنفسنا هذا الداء. وأن نرسخ ونعمق ثقافة «المأسسة» في صلب تقاليدنا الاجتماعية والعملية، لأن الثقافة المؤسسية هي مدخل «العدل» الذي أمرنا به الله سبحانه وتعالى بقوله: «أعدلوا، هو أقرب للتقوى»، ومن أصدق من الله قيلا؟!. إضاءة : ****** ما ظللت احذر منه ، أن نحصر أنفسنا في زوايا ضيقة حين نفكر في القضايا الاستراتيجية الكبرى والمستقبلية إذ يجب أن يركز تفكيرنا علي الصورة الكلية ، وأنت لا تستطيع أن تري الغابة في كليتها إلا إذا ابتعدت قليلاً منها لتراها مجملة ، ولكنك داخلها ستغرق في تفاصيل الأشجار المفردة .هذا هو الموقع الذي اخترت دائماً ان أقف عليه حين أتصدي للكتابة عن قضايانا بإخلاص.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up