رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السيف
خالد السيف

جائزة: «خدمة الإسلام» خطأٌ في اللفظ استعمالاً وصِحّةٌ في المعنى مقاربةً ..!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ما أحسب أنّ ثمة من أحدٍ يُمكن أن يجادل في أنّ: «الإسلام» ليس بحاجةٍ إلى خدمة أحدٍ كائناً من يكن هذا الأحد! ذلك أنّ الإسلام – بشمول داله – مستغنٍ بما هو: «رسالة»، «وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)» والآياتُ بهذا المعنى أكثر من أن تستوعبها هذه المساحة الضيّقة.
فالإسلامُ إذن مستغنٍ – عن خدمةِ أيّ أحدٍ – بمجملاتِ ما جاء به من قطعيّاتٍ لا تقبل المِراء بأيّ حال وبتفصيلاته البيّنةِ من الهدى والرشاد إذ هو الغاية في الكمال والمنتهى في التمام بحسبان أن الإسلام هو: «الدين عندالله» إذ قد رضيه اللهُ تعالى لنا: «ديناً» دون سواه وبه كان هو تمام ما امتنّ الله تعالى به علينا من النعم.
ثمّ إنّ الإسلام بصاحب: «الرسالة» قد استغنى بمحمدٍ – صلى الله عليه وآله وسلم – عن خدمة أيّ أحد من بني البشر بشهادة ربه على ما كان من محمدٍ – صلى الله عليه وآله وسلم – من: «البلاغ المبين» فكان في هديه الإجراء العملي لكلّ ما جاء به: «الإسلام» ومن هنا كان خلقه: «القرآن» وليس للإسلامٍ من «دستورٍ» لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه إلا هذا (التنزيل) من لدن الحكيم الحميد.! والإسلامُ نفسُهُ لا يفتأ يُعلن في كلّ مرةّ يقرأ فيها: «المسلم» القرآن» استغناءه عن اضطلاع أي أحد بخدمة هذا الدين ذلك أنّ: «الرسالة» قد حفظت ومن تكفل بحفظها دقذها وجلها هو: «الله جلّ في علاه» كما وأنّ فيما صحّ من سنة محمدٍ يأتي هو الآخر في سياق هذا الحفظ تطبيقاً عملياً واستفصالاً لكل ما أجمل..
من أجل وفي كلّ مرة أسمع فيها – أو اقرأ – عبارة: «خدمة الإسلام» في مثل قولهم: «نال جائزة خدمة الإسلام» أجدني على شيءٍ كبيرٍ من حرج من حيث استعمال اللفظة: «الخدمة» وَفقَ هذه الصياغة المُلمح إليها قبلاً!! ويُمكننا أن نجمع دلالة كلمة: «خدمة» في العربية بمعنى: من قام بحاجتك..!! وعليه فلا يصح أن يُتصوّر أنّ الإسلام في يومٍ من الأيام – كان – أو سيكون بحاجةٍ إلى «أحد» إذا ما استثنينا شأن: «التبليغ» على النحو المبسوط في آي الذكر المجيد. ثم إني – باطلاع متواضع – لم أر في كتب التراجم أيّ حضور للفظة: «خدمة الإسلام» إذ إنها لم ترد بالمرّة في سياق الثناء على مَن يُترجم لهم من الأعلام سواء كانوا علماء أو خلفاء أو تجار أو أو..
ولعلها أن تكون عبارة (حادثة) أتتنا عبر الترجمة الحرفية لما كان عليه: «النصارى» بنفس التوقيت الذي نقلنا عنهم خطاً التعبير بقولنا: «رجال الدين»!! غاية ما تبتغي هاته المقالة سؤال القيّمين على الجوائز في بلادنا – وفي العالم الإسلام – عن مسوّغهم لهذا الاستعمال: (جائزة خدمة الإسلام) ذلك أنه لا ريب لديَّ بحرصهم على الاستعمال الشرعي المنضبط هذا أولاً.. أما ثانياً فإني لست آبه كثيراً لمن سيأتي قائلاً: إن هو إلا اختلاف في الألفاظ ليس غير..! إذ حسب هذا وسواه أنّ قاعدة: «لا مشاحة في الاصطلاح» مطلقةُ ومقبولة في كلّ آن.. كلا بل المشاحة كل المشاحة في: «الاصطلاح» وما مدخل الفهوم الصحيحة فقاهةً إلا عبر بوابة: «دلالة الألفاظ» وضبطها. ولئن لم يكن بدٌّ من جائزةٍ تأتي بهذا المعنى فإنّ المقترح استبدال لفظة: «خدمة المسلمين» بلفظة : «خدمة الإسلام»
نقلا عن الشرق

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up