رئيس التحرير : مشعل العريفي

لماذا اختفى الرقم (9)؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تقول الرواية الشفهية إن لاعب كرة القدم الذي يسجل هدفا فيما مضى كان يقترب من مراقب المباراة ليبلغه باسمه ويدونه، لم تعجب الطريقة الإيطاليين فأضافوا لقمصان اللاعبين الأرقام في نهاية العشرينيات من القرن الماضي، ويخالف الإنجليز هذه الرواية؛ إذ يقولون إنهم رقموا ظهور اللاعبين منذ بداية العشرينيات، فيما ظهرت القمصان المرقمة لأول مرة في المونديال عام 1954.
.. حددت أرقام لاعبي كرة القدم لأول مرة تسلسليا بحسب مراكزهم بدءا من الرقم (1) لحارس المرمى ونهاية بالرقم (11) للاعبي الجناح الأيسر، حتى ظهرت في بداية التسعينيات الأرقام المزدوجة من واحد إلى 99، فأحدثت تشويها في العلاقة بين الأرقام ومراكز اللاعبين. وما يزال مدربو الكرة البرازيليون حتى الآن في التمارين يوزعون لاعبيهم ويرسمون خططهم وفقا للعلاقة القديمة بين المركز والرقم، فيقولون لإحد اللاعبين ستشارك في مركز 7 أي في الجناح الأيمن. ومع تفشي ظاهرة الأرقام الغريبة منع الاتحاد الدولي لكرة القدم في مباريات المنتخبات استخدام الأرقام خارج العددين (1 - 22)، فيما ترك ذلك مسموحا في مباريات الأندية.
تمسك حراس المرمى بالرقم (1) طوال التاريخ وكسرت القاعدة أحيانا من بعضهم، لكن لاعبا مثل الأرجنتيني الشهير أزفالدو أرديلس، وهو لاعب منتصف ميدان استحوذ على الرقم (1) مع كل الفرق التي لعب لها، ويعود اختياره للرقم بسبب أن اسمه يبدأ بالحرف الأول في اللغة، أما أغرب الأرقام التي ارتداها اللاعبون فكان للمغربي هشام الزروالي لاعب أبردين الاسكتلندي، إذ اختار الرقم (0)، وهو أول وآخر لاعب يرتدي الرقم في التاريخ الرياضي، حتى لقبه متابعو الدوري الاسكتلندي بالرجل زيرو.
.. في كرة القدم لا يوجد رقم أشهر من الرقم (10)، حمله الأسطورة البرازيلية بيليه، وأزعم أن له الفضل في شهرة الرقم حتى ظهر الأسطورة الكونية مارادونا فأنسى الناس كل من ارتدوا (10) قبله وبعده، رغم أن لاعبين مثل رونالدينو، توتي، باجيو، دييل بيرو، ميسي ارتدوه إلا أن (10) لم يعرف مثل مارادونا مهما تعددت الأسماء. للرقم (10) خاصية في أي فريق؛ إذ إن من يرتديه يعطي انطباعا بأهميته في الفريق، وأنه روحه وقائده وملهمه، حتى إن من تغيرت لديهم هذه الصفات لاحقا فقدوا الرقم (10) ورنالدينيو خير مثال.
من المفارقات أن الرقم (10) لم تكن له حظوة في الكرة السعودية، ارتداه أكثر من لاعب، ولم يترك أحدهم بصمة حقيقية في المنتخب الوطني، ولمع آخرون به محليا مثل يوسف خميس ومحمد الشلهوب، وظل الرقم تسعة هو العلامة الفارقة في الكرة الخضراء بعد سجل حافل لأشهر من حمله وهو الأسطورة ماجد عبد الله.
بعد السهم الأسمر ماجد، ذهب الرقم للمونديالي سامي الجابر، وحافظ على قدر كبير من هيبته، لكنه اختفى مع اعتزالهما ولم يعد له حضور في قمصان الأندية والمنتخبات.
تقول دراسة إنجليزية عن أرقام اللاعبين: "إن العلاقة التاريخية بين لاعب ما ورقم قميص، تلقي بظلالها على كل من يرتديه لاحقا، وتظل هاجسا يطارده، يعزز ثقته عند الإنجاز، ويهزها عند أي فشل"، ربما يفسر هذا القول ابتعاد لاعبي الكرة السعودية في السنوات الأخيرة عن الرقم السعودي الأشهر على قمصان اللاعبين.
نقلا عن الاقتصادية

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up