رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

سينمانا سيمانا في الداخل والخارج!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صرح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه الدكتور (أحمد الخطيب) بأن: «السينما لا تزال ممنوعة في السعودية»، وأن إدراجها في أبراج.. عفوا .. أجندة الهيئة «ما زال قيد النظر»! وهي الترجمة الحديثة لعبارة: «تحت الدراسة» المعتمدة في الجيلين البائدين من البيروقراطية المترهلة!
ولكن المتابعين لتاريخ السينما يؤكدون أنه لم يصدر قرار رسمي مكتوب يقطع بمنعها! وكانت دور السينما تستقبل جمهورها إلى عام (1400هـ)؛ حيث انتهز التيار المتشدد الفرصة بعد حركة (جهيمان)، فاختطف ما استطاع من أجهزة الإعلام، وفرض ايديولوجيته التي تحرِّم كل شيء على ما استطاع برضو، وكانت السينما هي الحلقة الأسهل؛ لأنه لم يصدر تنظيم رسمي واضح لها، وإنما ظل المجتمع يتلقفها من مبدأ: «قال من أمرك؟ قال من نهاني؟»!
والتيار المتشدد بذلك إنما يرد الصفعة للتيار التنويري، الذي أنشأ التلفزيون (1964) دون أن يصدر فيه مرسوم خاص، كالمرسوم الذي أصدره المؤسس العظيم بإنشاء الإذاعة! ولكن (جميل الحجيلان)، وزير الإعلام آنذاك ومساعديه استندوا على الفقرة الخامسة من برنامج (الإصلاح الاجتماعي)، الذي اعتمده مجلس الوزراء برئاسة الملك فيصل، ولي العهد آنذاك (1962)، والتي تنص على: «توفير وسائل الترفيه البريء للمواطنين»؛ ففسروها بأن التلفزيون من وسائل (الترفيه البريء)! كما يحكي الدكتور (عبدالرحمن الشبيلي) في كتابه المهم: (قصة التلفزيون)، بوصفه شاهدا عدلا من أهله!!
وما زال (الحجيلان) و(الشبيلي) بين أظهرنا ـ متعهما الله بالصحة والقوة والفكر السابق لعصره وعصرنا وعصر يوم القيامة ـ نموذجين حيين للمسؤول المبدع الذي تكفيه الإشارة! بينما يبحث البيروقراطي عن قرارات رسمية، يدرك الجميع أن مجرد صدورها يحتاج إلى وقت طويل، وقد لا يكون من الحكمة التنبيش عنها بهذه المباشرة!!
والذين يعرفون الدكتور (أحمد الخطيب) يشهدون له بعقلية مبدعة، لا يمكن (بَقْرَطَتَها) بهذه السهولة؛ فإما أن يزود المؤرخين بقرار المنع، وإما أن يعترف بأن الكرة في ملعبه، وتسديدها لا يحتاج إلى دراسة أكثر من (37) عاما من التغييب غير المبرر للسينما!
وقد فهم السعوديون أن إنشاء (هيئة الترفيه) كان إعلانا بحسم التناقض: بين تحريم السينما في الداخل، والحج إليها في الخارج! وعدم دعم الاجتهادات (الفردية) الوطنية، واستثمار نجاحها في الخارج مجانا! وقد غزت بعض الاجتهادات السينمائية الفردية عواصم أوروبا وهوليوود!!
نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up