رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السيف
خالد السيف

مجانين الكتب هم: «عقلاؤنا»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

* من أجل هذا كلّه كان الذين يُحبون أن تشيعَ في الناس فاحشةُ: «الجهل» هم من أولئك الذين ناصبوا الكتاب العِدا وكان لهم في كلّ مناحةِ تخلّفٍ قدَمُ كذبٍ يلطمون فيها صدورهم التي ما فتئت هي الأخرى تضيق ذرعاً بـ: «المعرفة» وتعدّها من الوِزر الذي يجبُ الخلاص منه ….. العقل يقتات على الكتب وما من شيءٍ يُمكن أن نسدّ به جوعة العقل غير الكتاب ومأدبته الباذخة تنويراً/ وهُدىً وليس اعتباطاً أن يختاره الله تعالى اسماً لوحيه المنزّل: «ذلك الكتاب لا ريب فيه».. وإذن.. فإنه ليس ينبغي لمن أراد أن يُسمنَ عقله اكتفاؤه بلقيماتٍ من كتبٍ غثّةٍ تُقيم للعقل صلباً إذ لا يُمكن هزيل الكتب أن تُسمن ولا أن تُغني من جوعٍ معرفيٍّ إلا لمن شاء منكم أن يسلك سبيلاً معوجاً على نحوٍ من هشاشةٍ لا تزيدها السنون القرائية إلا عقولاً عجافاً من شأنها أن تجعلَ منهم على رأس قائمة النطيحة والمتردية وما أكل سَبُع: «الجهل» وأيّما أحدٍ قد استفرغَ جهداً كرهه لـ:»الكتاب/المتين» فما بات تالياً:»حفياً» به ثم لم يكن هو بالذي (يأخذه بقوة) فَعُدّهُ من سقطِ متاعٍ لا يُكترث به ولا يؤبه له، إذ ليس له من الأمر شيءٌ في خاصةِ نفسه، فضلاً عمن حوله، حيث قد حكم على نفسه بأن يبقى رهنَ أرضٍ غير صالحةٍ أن ترتفع على ربوتها إلا رايات «الدهماء» احتفالاً من لدنهم بيومٍ ينتصر فيه: «الجهل» بوصفه: «العلم» الذي تأسست فنونه على أيدي أساطين العقول الفارغة وزبانيته.. كلا لا تطعهم واقرأ – باسم ربك الأكرم – واقترب من كماليات إنسانيّتك.! من أجل هذا كلّه كان الذين يُحبون أن تشيعَ في الناس فاحشةُ: «الجهل» هم من أولئك الذين ناصبوا الكتاب العِدا وكان لهم في كلّ مناحةِ تخلّفٍ قدَمُ كذبٍ يلطمون فيها صدورهم التي ما فتئت هي الأخرى تضيق ذرعاً بـ: «المعرفة» وتعدّها من الوِزر الذي يجبُ الخلاص منه على نحو ما نشهدهُ اليومَ في كلّ تظاهرةٍ يكون فيها الاحتفاءُ بـ: «الكتاب» علامةً فارقةً نتبين فيها رُشدَ من يقرأ بتحريضٍ من: «اقرأ باسم ربك الذي خلق» في الأثناء التي نتبيّنُ فيها غيَّ من نكصَ على عقبيه عن القراءة كلِفاً بجهلٍ يحفظُ له مكتسباتِ ترأسه ويُطيلُ له – مَن ثَمَّ – أمد بقائه في الصف الأول له الأمر والنهي من قبلُ ومن بعد حتى يأتي الوقت المعلوم لسقوطه منهزماً.! قال ابن الجوزي عن نفسه في كتابه «صيد الخواطر»: (وإني أُخبر عن حالي ما أشبع من مطالعة الكتب وإذا رأيت كتاباً لم أره فكأني وقعت على كنز، ولو قلت: إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعدُ في الطلب». بينما وجدت هذه الأبيات مرقومة بخط الثلث على باب خزانة كتب الإمام أبي بكر القفّال:
خليلي كتابي لا يَعاف وصاليا * * وإن قلَّ لي مالٌ وولَّى جماليا كتابي عَشيقي حين لم يبقَ مَعْشَق * * أُغازله لو كان يدري غزاليا كتابي جليسي لا أخاف ملاله * * محدّث صدقٍ لا يخاف ملاليا كتابي بحر لا يغيض عطاؤه * * يُفيض عليَّ المال إن غاض ماليا كتابي دليلٌ لي على خير غايةٍ * * فمن ثَمَّ إدلالي ومنه دلاليا
ولئن سألتني من بعد اقتناء الكتب عن الفعل القرائي فإني أحيلك على: «آلبرتو مانغويل» فهو مَن شخّص الفعل القرائي بقوله: «إنه يشكل علاقة حميمية وجسدية مع الكتاب بمشاركة جميع الحواس العين تجمع الكلمات على صفحة والأذن ترجع صدى الكلمات المقروءة والأنف يشم رائحة الورق والصمغ والحبر والورق المقوى أو الجلد والأنامل تتحسس الصفحات الناعمة أو الخشنة والتجليد الناعم أو القاسي وحتى حاسة الذوق تشارك في العملية عندما يرفع القارئ إلى فمه الأصبع الموجودة على الصفحة الطريقة التي سم فيها القاتل ضحاياه في رواية أمبرتو إيكو اسم الوردة». تبقى أن أقول لكم: إن الإصابة بمرض: «الببلومانيا» لهي أخفُّ ضرراً وأجدى نفعاً من الهوس بالأجهزة الذكية وتطبيقاتها، فمن كان منكم مبتلًى: «بجواله» فأسأل الله تعالى له الابتلاء بـ: «الببلومانيا» إذ التعافي يكمن في تفاصيلها. أيّا يكن الأمرُ.. فإنّ هذه الأجهزة الذكية من شأنها أن توهمك بأنك: «تقرأ» لتقع تالياً في فخ: «التوهم المعرفي» الذي لا يزيدك إلا انتفاخاً ليس له من معنىً سوى أنك تُلم بعنواناتٍ عريضةٍ في حين لا تفقه شيئاً من التفصيل ثم ما تلبث غير بعيد وإذ تجد نفسك – ويجدك الآخرون – تجعل من المتن هامشاً ومن الهامش متناً وتحسب أنك على شيءٍ وما أنت بالشيء!! ومن كانت: «الأجهزة الذكية» دليله إلى «المعرفة» أخذته إلى حيث يكون التسطيح والهشاشة.. وألفى نفسه يجترح عبثاً لا يزيد عينيه إلا رهقاً إذ يُلحق بهما الأذى يوماً من بعد آخر فلا هو بالذي حفظ عينيه من الأذى ولا هو بالذي أثرى: «عقله» بمقروء.! ولم أجد شبها بمن يعوّل على القراءة – الرخوة – من خلال مصدرية الأجهزة الذكية إلا كمن يأكل الفشار الذي لا يزيده إلا هزالا. وفي الأخير: قل لي كيف هي علاقتك بـ: «الكتاب الورقي» أقًُلْ لك: مَن أنت.
ما تطعمتُ لذةَ العيشِ حتى صرتُ للبيتِ والكتابِ جليسا ليس شيءٌ أعزَّ عندي من العل م فَلِم أبتغي سواه أنيسا إنما الذُّلُّ في مخالطةِ النَّا س فَدَعهُم وَعِش عزيزاً رئيسا نقلا عن الشرق

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up