رئيس التحرير : مشعل العريفي

بالصور : تعرف على قصة الرقيب "شراحيلي" في الحد الجنوبي.. ولماذا امتنع عن استهداف طفل يمني؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : تلقى الرقيب علي شراحيلي ثلاث رصاصات استقرت إحداها فوق حاجبه الأيسر بعدما قضى على قناص متمرس من الحرس الجمهوري في الحد الجنوبي، وذلك في أول يوم لالتحاقه بوحدته المرابطة هناك. كان شراحيلي ينزف بشدة دون أن يعي شدة إصابته، لكن زميلاً له، لم يعرف حتى اسمه، أصر على أن يحمله مسافة نحو 2 كلم ليوصله إلى حيث يتمركز بقية الرفاق، حيث تم إسعافه قبل أن يحال إلى المستشفى. وكان شراحيلي امتنع عن استهداف طفل لم يتجاوز الـ12 من عمره زج به المتمردون في صفوف القتال، مؤكدا أن الحرب لا تظهر فقط شجاعة المقاتل السعودي، بل كذلك إنسانيته حسب صحيفة "الوطن".
يقول شراحيلي: "بدأت قصتنا في التاسعة من صباح الجمعة 19 ربيع الثاني الماضي، حيث كلفت وثلاثة جنود آخرين لا أعرفهم ولا يعرفونني بمساندة القوات الخاصة. أخذنا مواقعنا، وكان هناك مبنى حجري أثري من مباني بني هلال يرتفع سوره قرابة المتر، وهو مكشوف من الأعلى، ومتهدم من الجهتين الغربية والجنوبية طهره زملائي لنا قبل يومين. استقررنا في موقعنا، وقال لي أحد الرجال الثلاثة واسمه عبدالمجيد: "لا ترفع رأسك أبدا، لأنك لو فعلت سيستهدفك رصاص القناص".
طلبت من رفاقي الثلاثة تغطيتي بالرصاص الكثيف على أن أستهدف الأعداء الأربعة، فأبلغوني أن من بين هؤلاء الأعداء قناصا كبيرا يرتدي زي الحرس الجمهوري، لكنني أصررت على مهاجمتهم على أن يغطيني زملائي.. دخلنا حجرة قديمة في الموقع فوجدنا جهازا لاسلكيا تركه العدو بعد فراره من الموقع، وكان ما يزال على اتصال مع عمليات للعدو حيث كنا نسمع النداءات فيما بينهم منه. غطاني زملائي بنيران كثيفة، ونجحت ولله الحمد بقتل القناص، وبعد لحظات سمعنا أنا وزميل لي نداءات عبر جهاز العدو تؤكد وجود قتيل يرغبون في إخلاء جثته. تلقيت اتصالا من قائدي سألني فيه: لقد أصبت القناص، ونسمع أنه قتل وأنهم سيخلونه. ثم تابع "احرصوا على ألا يعرض أي منكم نفسه للخطر.
لم ينتظر العدو كثيرا للرد، حيث باشروني بكثافة نارية كبيرة، وقذيفة آر بي جي ضرت الجدار البعيد قليلا عني وحطمت جزءا منه، وتلقيت رصاصة أصابتني في الجهة اليسرى خلف الأذن، وتوقفت فوق الحاجب. بقيت مستلقيا لفترة حتى لا أتيح للعدو فرصة أسهل لإصابتي، ولم أكن أشعر بألم شديد من الإصابة ولم أتوقع أنها في الرأس، بل ظننتها خدشا من أحد صخور الجدار المتناثرة. بعد فترة عدلت جلستي فباشرتني طلقة أخرى اخترقت الجهة الخلفية للظهر وخرجت من الصدر، حينها بدأت أتألم فانتبه زميلي الذي يقوم بالتغطية إلى جانبي إلى أنني مصاب، وسألني "خويي (لم يكن يعرف اسمي) عندك إصابة؟ فرددت بالنفي لأنني خشيت أن يقترب مني فيتم استهدافه، وقلت له "ربما إصابة بسيطة، لكنه نادى مباشرة على زميلنا الثالث، وعند وصوله صدم من مظهري، وقال: "تقول ما فيه إصابة؟!".
يكمل شراحيلي "عرف أحد الشخاص في المستشفى أحد أقاربي فأبلغه بإصابتي، فحضر أهلي وأقاربي على الفور، وعصرا حضر عدد من الضباط وزملائي الأفراد بالوحدة، على الرغم من أنني لم أقض معهم سوى يوم واحد منذ التحاقي بهذه الوحدة.. كان هناك ترابط رائع يجمعنا مثل جسد واحد، مما أعطاني دفعة معنوية كبيرة خففت ألم الإصابة. كنت أشاهد زملائي يبتسمون، وقالوا لي "القناص اللي متعبنا له أسبوع، ما شاء الله لم يطول معك". عرفت أنه كان قناصا ماهرا تلقى تدريبا عاليا، وقناص ماهر وتدريب عال، لكني أحمد الله أنني نجحت في القضاء عليه. ما ضايقني هو وجود طفل بين الأعداء.. كان من سهل إصابته وقتله من أول طلقة، فتحركاته كانت تكشف جهله، فقد كان يتحرك كثيرا دون خبرة، ولا يجيد أسلوب التخفي، ولذا لم أصوب بندقيتي تجاهه، وقد أبلغت الزملاء بوجود طفل مكشوف مع العدو ويحمل السلاح، وطلبت منهم عدم استهدافه مهما تكون الظروف.
2222
33333
55555

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up