رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

اغنم من الحاضر لذاته

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ها هي السنة الجديدة سوف تطل علينا بعد ساعات، وما زلت (محتارا)، هل سنقابلها بالأحضان أم (بالشلاليت)؟! فالعام الماضي الذي ما زال يلفظ أنفاسه الأخيرة، كان عام نحس، وهو يذكرني تما ًما بأفلام المخرج الإيطالي الراحل (فليني)، ومن أراد أن يتأكد من صدق تشبيهي، فما عليه إلا أن يعيد ويتفرج على أفلامه (البلاك أند وايت)، وأنا على فكرة كنت سابقًا من المدمنين على مشاهدتها، وهذا يدل على صفارة عقلي، أما الآن وبعد أن شببت على الطوق، فلا أستعيد سوى الأفلام الملونة للراحلة الرائعة (مارلين مونرو)، لأنني بصراحة أريد أن أغنم من الحاضر لذاته، وليذهب العالم كله بعدي (بقريح).
وبالمناسبة (فرأس السنة) من العام الماضي، لبس (أوباما) الشورت وأخذ (يتصرمح) على شواطئ هونولولو، والفرنسي (هولاند) ذهب إلى جزر الكاريبي، والبريطاني ذهب إلى المناطق الاستوائية ليصطاد أسما ًكا، وقصرها الرئيس الإيطالي على منطقة (توسكانا). كلهم ذهبوا الآن مع الريح، ولا أعلم أين وكيف يقضون رأس سنتهم هذه؟! آه يا دنيا.

وإليكم عادات بعض الشعوب في الاحتفالات: يتميز الاحتفال برأس السنة في إنجلترا بحرق الجوارب ووضعها في المداخن، كما يقدم رأس الخنزير المشوي كطبق رئيسي على المائدة. ويرتدي البرازيليون الملابس البيضاء في أول أيام العام الجديد حسب معتقداتهم، فالملابس البيضاء تعبر عن السعادة، كما يرقصون رقصات غريبة في الطرقات.
وفي بلغاريا يجب أن يعطس الحضور عدة مرات، وسيحصل بعد ذلك صاحب أعلى عطسة على هدية قيمة قد تكون خروفا أو عجلاً صغيرا، وسبب ذلك يعود إلى أن البلغاريين يعتقدون أن العطسة المرتفعة الصوت ستجلب السعادة والسلامة طوال السنة الجديدة لكل من حضر المناسبة. ولدينا مثل في الخليج يقول: (من عطس ما فطس).
أما أسوأ احتفال (رأس سنة) مّر علّي في حياتي، هو عندما كنت مع أسرة إيطالية في شقتهم، ومن عاداتهم أنهم يقذفون من النافذة على الشارع كل المتعلقات القديمة من أطباق وكؤوس وما شابهها، فشاركتهم بذلك بكل فرح ومن شدة حماستي تناولت (فازة) فخارية قديمة من على المائدة وقذفت بها من النافذة، ولم أتنبه لصياح رب الأسرة وتحذيره لي من قذفها ­ ولكن سبق السيف العذل ­ واتضح لي بعدها أنها فازة أثرية وثمينة وسبق (للسنيور) أن اشتراها من المزاد العلني (بالشيء الفلاني).
وأخذ هو يحدجني بنظرات يقدح منها الشرر وود لو أنه أكلني أو على الأقل ضربني، فانكمشت على حالي خجلاً ومعتذرا، وبعد صمت ثقيل استأذنت للمغادرة، وسرعان ما فتحوا لي الباب دون أن يودعوني، وخرجت أجر أذيال الخيبة.
نقلا عن "الشرق الأوسط"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up