رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

خصخصة الأندية..هل هو مجرد إجراء لمواجهة "ظرف معين" ؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تدور هذه الأيام نقاشات كثيرة ومعقدة عن الخصخصة بين الدوائر الأكاديمية والعلمية ودوائر المثقفين والأدباء والمفكرين وبعض الإعلامين ، بعضها علمي رصين ، وبعض هذه النقاشات مجرد أطروحات عاطفية تسعى لتأكيد فكرة لا تستند على أية أسس موضوعية أو واقعية ، وتكاد أغلب الطروحات حول الخصخصة أن تكون من هذا النوع الأخير . غير أنني أعتقد بل وأجزم أن الطرح الموضوعي الهادىء هو الأسلوب الوحيد الذي نصل من خلاله إلى وجهة نظر واقعية وشاملة .

أول نقطة ينبغي الانطلاق منها هي أن نسأل أنفسنا الأسئلة التالية :

الخصخصة من أجل ماذا ؟ ..

ولتحقيق ماذا ؟ ..

ولماذا يجب على الدولة أن تخصخص بعض مؤسساتها ؟ .. لتحقيق ماذا ؟ ..

هل الخصخصة تأتى في سياق رؤية إستراتيجية متكاملة أم هي مجرد إجراء تكتيكي لمواجهة "ظرف معين" ؟ ..

هذا هو السؤال الذي ينبغي أن نطرحه على أنفسنا ، ثم نطرح بعده السؤال التالي :

كيف تتم الخصخصة ؟..

ترتيب الأسئلة على هذا الشكل هو الطريق الأمثل لنصل إلى رؤية موضوعية متكاملة

خصخصة الأندية...ولكن كيف !؟

تتجه النظرة إلى الأندية الرياضية ، هذه الأندية وبالطريقة التي تدار بها لا يمكن ان تساعد على أي نهضة رياضية ترضي الطموح . وصحيح أن من خدموا بها طوال السنوات الماضية قد بذلوا تضحيات كبيرة ، سجلت أسماءهم بأحرف من نور في تاريخ الحركة الرياضية في المملكة ، فقد بذلوا المال والوقت والجهد ، ولا شك ان بعضهم قدم كل هذه الأشياء على حساب نفسه ، أو أسرته في بعض الأحيان ولا يمكن ان ينكر دورهم إلا جاحد .

إلا أن تلك مرحلة قد انقضت وحان الوقت الآن لإرسال نظم جديدة لهذه المؤسسات الرياضية ، وتلح هنا مرة أخرى ، وبعد أن تحدثنا في مقالاتنا السابقة عن أهمية شيوع وسيادة المفاهيم المؤسساتية .

إذ أن هذه الأندية أبعد ما تكون عن المؤسساتية ، وأنها أقرب ما تكون إلى الملكيات الخاصة .

فالنادي لازال عندنا يعتمد في كل عملياته المالية على مايحود به الأقطاب والممولون المحسنون ، ولا أحد يستطيع أن يغالط من يدفع في أن تكون كلمته هي العليا في شؤون النادي ، حتى الفنية منها .

ولكن لا يستطيع أحد أن ينكر أن لهذا الوضع أيضاً سلبياته ويستطيع أي ملم بالقضايا الرياضية ان يلحظ انعكاسات هذا الوضع على مجمل النشاط الرياضي ، ونتائجه ، ومستوى منافساته .

وان علاج هذه المشكلة ، وهي تكاد تكون رأس البلاء ، وأم القضايا ، انما يكمن في خصخصة هذه الأندية ، لتكون مؤسسات قائمة بذاتها ، تعرف كيف تستثمر اقتصادياً نشاطها الكروي ، فتحقق اكتفاءً ذاتياً وربحية مغرية ، وترتقي بنفسها . وتطور من آلياتها ونظمها بما يضمن أداء مؤسساتيئاً راقياً ومنضبطاً .
وأن خصخصة هذه الأندية ستعمل تلقائياً على تنظيم فوضى الاحتراف في هذه الأندية . إذ ان الاحتراف الذي يمارس اليوم لا علاقة له بمفهوم الاحتراف الكروي المعمول به في العالم كله . كما ينظم فوضى التسجيلات والشطب التي يجهل اللاعب والجهاز الفني والجمهور معاً أسبابها ودوافعها والأسس التي تتم بموجبها.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up