رئيس التحرير : مشعل العريفي

السديري يكتب عن" آفة الأخبار " ويروي قصة شهيرة تناقلها الرواة لـ"عمر بن الخطاب" عن نداء سارية الجبل

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: سلط الكاتب مشعل السديري في مقال له منشور بـ "الشرق الأوسط"، الضوء على حوار أجرته مجلة (أتلانتيك) مع ولي العهد الأمير (محمد بن سلمان)، ونقلته وكالة الأنباء السعودية.

وذكر الكاتب في مقاله المنشور تحت عنوان "آفة الأخبار رواتها"، أن الحوار جاء فيه أن هناك عشرات الآلاف من الأحاديث المنسوبة للرسول عليه الصلاة والسلام، والغالبية العظمى منها لم تثبت، ويستخدمها البعض لتبرير أفعالهم، وهي المصدر الأساسي للإرهاب وللانقسام في العالم الإسلامي، وقد وصل (التوثيق) إلى مراحله النهائية.

وأشار الكاتب إلى أن الناس كانوا يدونون القرآن ويكتبونه، وكذلك الأحاديث فنهاهم الرسول في البداية عن كتابة الأحاديث لكي لا تختلط، أما ما نسميها الأحاديث (المتواترة) فهي: قوية جداً، وعلينا أن نتبعها، وعددها قرابة (100 حديث).

عمر بن الخطاب وسارية الجبل


وأضاف: بل إن (العنعنة) تجاوزت حتى الأحاديث الشريفة، وعلى سبيل المثال: قال عبد الله بن وهب عن يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر: (إن عمر بن الخطاب) رضي الله عنه وجه جيشاً ورأس عليهم رجلاً يقال له: سارية، قال: فبينما عمر يخطب فجعل ينادي: يا سارية الجبل يا سارية الجبل ثلاثاً، ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر: فقال هزمنا في البداية، فبينما نحن كذلك إذ سمعناك تنادي، فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله وانتصرنا، وهذا إسناد جيد حسن.

فيها إن


وأردف: ومع محبتي وإعجابي واحترامي لعمر وهو أمير المؤمنين ومن العشرة المبشرين بالجنة، ولكن المعجزات اقتصرت على الأنبياء المرسلين فقط، ومنهم إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام.

وإلا كيف يمكن أن يصل صوت عمر إلى سراقة وهو بعيد عنه آلاف الكيلومترات، وكأنهما يخاطبان بعضهما البعض بالصوت والصورة (on line) وكل واحد منهما ممسك بيده تليفون iphone 13 pro max فهذه بصراحة فيها (إن).

ولفت الكاتب إلى أن هناك حادثة تاريخية أخرى، ولكنها مقنعة وتدخل العقل، ولا بأس من إيرادها:

وامعتصماه


فقد انتهز ملك الروم البيزنطيين انشغال الجيوش الإسلامية في بعض الأطراف، فخرج في مائة ألف من جنده، فانقض على مدينة (زبطرة)، وسبى من المسلمات أكثر من ألف امرأة، وسمل أعين الرجال وقطع آذانهم وأنوفهم.

وأكمل: استغاثوا في المساجد والطرقات، ودخل إبراهيم بن المهدي على (المعتصم)، وأنشده قصيدة يذكر فيها ما نزل بزبطرة، ويحضه على الانتقام، والجهاد، فقال:

يا غيرة الله قد عاينت فانتهكي/ هتك النساء وما منهن يرتكب

هب الرجال على أجرامها قتلت/ ما بال أطفالها بالذبح تنتهب؟!

وفي ختام مقاله، أوضح الكاتب أن المعتصم استعظم ذلك لما بلغه أن هاشمية صاحت وهي في أيدي الروم: (وامعتصماه) فأجاب وهو على سريره: (لبيك لبيك)، ونادى بالنفير العام، ونهض من ساعته، وكانت موقعة (عمورية) التي فيها النصر المبين

arrow up