استثمار الفشل !!

الجميع بلا استثناء معرضون للإخفاقات في حياتهم، سواء كان على المستوى المهني أو الأكاديمي أو حتى العاطفي، ولكنهم مختلفون بالطريقة التي يتعاملون بها مع هذه الإخفاقات، فالبعض يتعامل مع الإخفاق بطريقة خاطئة ينتج عنها المزيد من الخيبات، والبعض(ينكر) هذا الإخفاق ولا يعترف به أصلا، ومع مرور الوقت يكبر هذا الإخفاق وينمو ويصبح من الصعوبة التخلص منه ومن تبعاته، والبعض يتعرض للقلق والاكتئاب بسبب الحساسية المفرطة تجاه أي نوع من أنواع الفشل، وغالبا هذه النوعية يعاني أصحابها من هوس الكمال ويخشون أي نقص يسلبهم هذا الكمال وهذا الوهم الذي سجنوا أنفسهم فيه، لهذا يجب ألّا يكون الإخفاق أو الفشل هو نهاية المطاف أو نهاية الرحلة فالبدائل كثيرة والفرص متعددة، والحياة ليست مقتصرة على هدف معين إن لم يتحقق يجعلنا نخسر كل شيء. يجب دائما أن نفكر بشكل إيجابي إذا أردنا تجاوز المعوقات والصعوبات التي تصادفنا في مراحل الحياة المختلفة. من أراد النجاح فعليه أن يتسلح بالصبر والقوة والإرادة ومجالسة الناجحين المحفزين أصحاب الخبرة والرأي السديد، والابتعاد عن المحبطين الذين يصدّرون السلبيات ويتلذذون بالألم وجلد الذات. إن من أهم العوامل لحل أي مشكلة هو الاعتراف بها ومن ثم العمل على حلها بكل هدوء وحكمة، والاستفادة من الأخطاء السابقة وتصحيحها وعدم تكرارها. أخيرا يجب ألّا نخشى الفشل ولا نخاف من تكرار المحاولة مرة أخرى، وعلينا أن نعي وندرك بأن معظم الناجحين كان سبب نجاحهم هو (الفشل) الذي ولّد عندهم الإصرار والتحدي والعزيمة وجعلهم يطورون من قدراتهم وأدواتهم وبالتالي يحققون أهدافهم.