"الحكاية كاملة" محمد عبد المتعال

قرأت على موقع جريدة الأهرام المصرية مقالة رائعة وحقيقية وهادئة كتبها الإعلامي المصري اللامع شريف عامر بعنوان (ماء وسماء) يستعرض قصة البدايات وجمال التجارب وكان يتحدث عن الزميل المخضرم محمد عبد المتعال وكيف انه كان يسبق خطوات الجميع بخطوة وتحدي داخلي ومن هنا فكرت ان اواصل قراءة هذا الرجل بعين أخرى عين سعودية تراه أولاً من الخارج ووجدته هذه العين افضل ما يمكن ان ننطلق في الحديث عنه أنه متوازن وعقلاني ربما هذا افضل تعبير يمكن ان تطلقه على عبد المتعال فنظرية غريبة يمكن استنتاجها عندما تتعامل معه عن قرب (قاوم ما تكره لتصل الى ماتحب) هكذا يمكن تسميتها او لنقل هكذا رأيتها فيه، كونه يدير قنوات سعودية في مصر موطن انطلاق الاعلام ونقطة الاتصال الإعلامي الأول مع العالم ليس امرا اعتياديا ولا تقليديا انه مجموعة وعي وآراء وتجارب وخبرات مضروبة في خلاط واحد، هذا الاحترام لدى كل زملاءه ومرؤوسيه ورؤساءه المؤسس له في قلب محمد عبد المتعال المنطلق من ثقة رصينة في طبيعة علاقة البلدين السعودية ومصر هو نقطة انطلاق ايمانية راسخة في وجدانه وأرى في عقلي ان ايمانه بجذور علاقة بلاده الوثيقة ببلادنا هي أساس في عظمة وجمال ما يقدمه من ابداع (بدون ضجيج) ولديه شغف بما يفعل ربما هذا هو المفتاح السحري الذي يحرك ايمانه.

أضحك كثيراً عندما أتحدث عن نجاحاته وأعماله فيقول بخفة دم المصريين (متكسبناش ذنوب يبو مجدولين) انه حالة مختلفة عن السائد تتعايش مع الابداع وتتحمل الأذى في سبيله .. اعشق طريقة تعامله مع من هم اقل منه وظيفيا او اجتماعيا انه محب وودود وعاطفي ويجب ان تتم الأشياء في هدوء وهدوء شديد يلفت نظري تغليبه للتيسير على التعسير مهما كانت التحديات.

بصدق اريد ان اقولها وانا الذي كتبت العديد من المقالات هنا وفي صحف ومواقع أخرى ولكن عندما يكون الحديث عن محمد فبلا شك الأمر سيكون مختلف تماما إذ يعتبر الرجل من أهم القيادات الإعلامية الذين يملكون حساً عالياً بفهم ماذا يحب الناس فهو يتعامل مع جماهير من دول مختلفة كما ان المحتوى المصري الواسع الانتشار أصلاً يحمله مسؤلية اضافية في اختياراته التي يطبخها مع فريق عمل احترافي عظيم يرافقه في كل تنقلاته الوظيفية لأنه يؤمن ان النجاح يكون بفريق من المبدعين الذين اعرف جيدا انهم يؤمنون به وبفكره وبعقله.

لجمهورنا السعودي والخليجي الذين قد لا يعرفونه ولمن لا يعرفونه فقد كانت إنطلاقة عبد المتعال في سنة 92 ميلادية من خلال قناة المعلومات التي أسسها الإعلامي المخضرم حسن حامد قبل أن يتم اختياره ليكون من المؤسسين لقناة النيل الدولية فكان أول مخرج بها وأثناء تواجده بقناة النيل للأخبار أصبحت أفضل قناة مصرية تقوم بتغطية الأحداث على الهواء مباشرة من خلال تقنية إس إن جي وهو أول من استخدم تقنية ستوديو الفيرشوال في مصر وذلك من خلال برامج ونشرات النيل للأخبار فيما استعان به الإعلامي الراحل سعد لبيب لتدريس مادة الاخبار والبرامج الاخبارية بكلية الاعلام بجامعة 6 أكتوبر عند تأسيسها في عام 1997، وتعاون عبد المتعال مع عدد كبير من القنوات الإعلامية مثل BBC التي كان المسئول فيها عن حلقة البرنامج الأشهر "بانوراما من القاهرة" أثناء حرب العراق وتعاون أيضاً مع قناة العرب MBC في إخراج البرنامج الذي ذاع صيته "من سيربح المليون"، ولم يتوقف عطائه عند هذا الحد ففي بداية 2006 عاد لإدارة قناة المحور والإشراف على انطلاقتها الجديدة التي شملت العديد من البرامج الشهيرة مثل "90 دقيقة" و "صبايا" وأصبحت المحور في عهده من أعلى خمس قنوات من حيث نسب المشاهدة في مصر، وبعد هذه النجاحات المميزة التي حققها وفي عام 2007 تحديدا التعاقد معه بعد ان اصبح العمله الأصعب للنجاح لتأسيس شبكة تلفزيون الحياة التي تربعت حينها على عرش القنوات المصرية وذلك في أقل من عام على انطلاقتها، وفي سنة 2013 تم التفاوض معه من المعلم الكبير سام برنت الرئيس التنفيذي للشبكة الأهم في العالم العربي ليكون رئيسا لشبكة قنوات ام بي سي مصر التي تعتبر الآن من القنوات الأكثر مشاهدة في مصر والعالم العربي وامتدادا لهذا النجاح وفي شهر أكتوبر 2018 تم اختياره للاشراف على تأسيس وإطلاق قناة ام بي سي 5 "MBC Cinq" الموجهة إلى بلدان شمال افريقيا حيث بدأت MBC5 البث في سبتمبر من العام 2019 واحتلت المركز الثاني في نسب المشاهدة بعد فترة وجيزة، هذا هو صديقي محمد عبدالمتعال الذي اردتكم ان تعرفوه.