رئيس التحرير : مشعل العريفي

بدر بن سعود: ترشيد الاستهلاك واتباع الطريقة الهندية في الادخار الحل الأمثل لتجاوز معضلة شوال!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: اقترح الكاتب بدر بن سعود حلا لمن أوقع نفسه في ورطة نقص الموارد المالية في رمضان، وهو ترشيد النفقات إلى الحد الأدنى لتجاوز معضلة شوال.

ادخار رواتب
وقال خلال مقال له منشور في صحيفة "الرياض" بعنوان "لا تكن ضحية للخذلان في شوال" الاقتصاديون يفترضون في الأشخاص أن يدخروا رواتب ستة أشهـر كاملة، بالاستقطاع الجزئي المنتظم، ومن ثم يضعوها في صندوق طوارئ أو حساب مستقل لاستخدامها عند انقطاع الراتب، أو عند ترك الوظيفة بالاختيار أو بالإجبار، وعند الانتقال بين الوظائف، وبما يجعل الحياة تسير على نفس الوتيرة لأطول فترة ممكنة، ولكن هذا لا يحدث، والشاهد أنه وقبل بداية الشهر الكريم، بدأ الكلام عن ضرورة توفير السعوديين من راتبي فبراير ومارس لتغطية مصاريف رمضان والعيد معاً، لأن راتب مارس صــــرف في الأسبوع الأول من رمضان، وسيُأخذ أسبوع من شوال قبل دخول رواتب إبريل، ويظهر أن الاقتراح مرتجل وبعيد عن أبسط أبجديات التخطيط المالي، لأن المشكلة ستكبر في العام المقبل، فالفارق بين العامين الهجري والميــلادي يزيد سنــــوياً، وبمعدل 11 يوماً في المتوسط، وفي كل 30 عاماً تصل الفجوة إلى عام كامل.
تحفيز الادخار
وتابع: رؤية المملكة تعمل على معالجة هذه المشكلة، والتي ساهم في تكريسها بدرجة عالية، تغير أخلاقيات العمل عند السعوديين، نتيجة لطفرة النفط وإحلال العمالة الأجنبية محل الوطنية طوال 60 عاماً، وبسببها استبدت ثقافة الوفرة والاستهلاك والخمول بالمجتمع المحلي، حتى إنها أصبـــحت جزءاً من تكوينه السلوكي، ولدرجة أن الديون الاستهلاكية بدول الخليج بما فيها المملكة تجاوزت، في 2019، ما قيمته 480 مليار دولار، ويوجد في الوقت الحالي برنامج للادخار ضمن برامج الحماية الاجتماعية المرتبطة بالرؤية، وهو يركز على تطوير القطاع المالي وتحفيز الادخار، ويستهدف رفع مستـوى ادخار العوائل السعوديية من 2.8 % إلى 10 % في 2030.
زود الأجيال
وأردف : المســألة بالتأكيد تحتــــاج إلى وقت وتجربة متراكمة يمكن تطويرها، ومن الأمثلة الجادة والجيدة، ما يقوم به صنـــدوق التنمية الاجتمـــاعية، وبإشراف من البنك المركزي السعــودي، وذلك بتطويره أداة لإدارة الدخل للبالغين اسمها (زود)، وثانية لمن تتراوح أعمارهم ما بين 6 أعوام إلى 18 عاماً يسمـــونها (زود الأجيال)، والأداتان تعملان على وضع ميزانية للادخار ومتابعة النفقات، وتعزيز السلوكيات المالية والادخارية السليمة بين الأطفال والمراهقيـــــن، وقد مكنت 170 ألف عميل من ادخار مبالغ تتجاوز قيمتها 91 مليـــــون و400 ألف دولار، وذلك في أقل من 4 أعوام، بحسب إحصاءات 2023.
الإنفاق الواعي
وأكمل :الكاتب الأميركي راميت سيثي قدم في 2009، مفهوماً بديلاً لفكرة الميزانية الشخصية، وأطلق عليه تسمية (خطة الإنفاق الواعي)، وقسم فيها الراتب لأربعة أجزاء، الأول يختص بالنفقات الثابتة وحصته 50 % مع إضافة 10 % لتغطية الاحتياجات غير المجدولة أو الطارئة، والثاني يتم ادخاره ونسبته 10 % ويوجه للمصروفات المستقبلية ولمواجهة التقلبات المالية غير المحسوبة، والثالث للاستثمار وبنسبة 15 % وبما يضمن دخلاً إضافياً مأموناً بشكل دوري، والرابع ونسبته 15 % يصرف على ما ترغب فيه العائلة، وإن كان من الكماليات، كالترفيه الأسبوعي، وشراء ملبوسات أو ماركات معينة، وسياسة الشراء في هذه الجزئية، يفترض أن تكون محكومة بالحافز والرغبة الفعلية، وبطريقة تبتعد عن العشوائية، وتهتم بقيمة الشيء لا سعره، ووجهة النظر السابقة مقبولة عندي.
الادخار عند السعوديين
وأضاف : الادخار عند السعوديين، وفق إحصاءات 2021، وصل إلى 4 %، مقارنة بـ40 % في الصين، واليابانيون يصنفون من بين أفضل الشعوب المدخرة وبنسبة 35 % من الراتب الشهري، ضمن ما يعرف بفن الادخار الياباني أو (كاكيبو)، وتأتي في المرتبة الثالثة أميركا بعد كورونا وبنسبة 27 %، ومن ثم الهند بنسبة 23 %، مع ملاحظة أن الناس في الصين والهند أعدادهم مليارية ورواتبهم متواضعة، وقد كان الأميركيون قبل الجائحة يدخرون أقل من 10 %، ولا يلتفتوا لنصائح المختصين، ولكنهم تعلموا من التسريح الجماعي والتضخم وارتفاع الأسعار، وكذلك من الأزمة الأوكرانية وكلفتها الاقتصادية، وللمعلومية من يختار زيادة الرواتب في المملكة ينحاز إلى الحلول العاطفية لا العقلانية، لأن أسعار السلع سترتفع معها، وتعيدها لنفس القوة الشرائية.
استراتيجية الادخار السعودية
وأشار إلى أن استراتيجية الادخار السعودية الجديدة، ستبعد المواطنين عن التعامل بمنطق ردات الفعل، والتذكر المفاجئ لاحتياجاتهم الضرورية قبل موعـدها بأيام، وبما يحيّد قدر الإمكان من الطلب المتزايد على القروض البنكية، وعلى السلف الشخصية من الأصدقاء والأقارب، واحتمالات التعرض للخذلان واللامبالاة بأزماتهم المالية، رغم تأثيرها الكبير عليهم، خصوصاً أن متـــــوسطي الـدخل من السعــوديين لديهم ظروف مركبة، والتزاماتهم المالية تستقطع ما نسبته 60 % من رواتبهم في كل شهر، ولا يتبقى لهم إلا 40 % للمصروفات الأساسية كالمواد الغذائية والماء والكهرباء
ترشيد النفقات
واختتم قائلا : لعل الحل الممكن لمن أوقع نفسه في ورطة نقص الموارد المالية في هذا الرمضان، هو ترشيد النفقات إلى الحد الأدنى لتجاوز معضلة شوال، ما لم يتهور وينفقها بالكامل، بالإضـــــافة لترتيب أموره المستقبلية بشكـــــل أفضل، والتفكيـر في طريقة ذكية ومضمونة، كاتباع الطريقة الهندية في الادخار، وشراء قطعة ذهب في كل شهر وبمبلغ معقول، وتركها كاستثمار طويل الأجل، أو الاستثمـارات الصغيرة في الأصـــــول التقليــدية، كالعقارات والأسهم والسندات، ولا بد من استشارة العارفين.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up