رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد الأحمري
فهد الأحمري

النميمة الالكترونية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

«أنا سمعتك بأذني وأنت تكلم فلان على السبيكر»!

يتحدث شخص إلى زميل أو صديق أو قريب وقد يخوضان في تفاصيل وربما زادت الثقة و «الميانة» بين الطرفين فيدلي المتصل بأمور شخصية عن نفسه أو عن طرف ثالث بطريقة ما ويفاجأ أن الطرف الثالث يستمع للحديث دون علم المتصل من خلال «السبيكر» مكبر الصوت.

ومن هنا تنشب الأزمات الشخصية والخلافات وقد تتطور لنزاعات وقضايا أسرية تشهدها المحاكم أو الحقوق العائلية والقبلية وإذا ستر الله ولم تصل لهذا المستوى من التقاضي فهي في أقل أحوالها قد تصل إلى قطيعة وهجر وتنافر بعد وصل وألفة.

وسواء كان وضع المكبر بقصد سليم أو بغير ذلك، إلا أن هذا صورة من صور «النميمة الالكترونية» إن صحت العبارة، سواء كان التواصل عبر الهاتف أو أحد التطبيقات.

وقد تكون هذه الصورة أي «النميمة الالكترونية» أشد خطرا من النميمة التقليدية والتي تنقل شفهيا؛ لأن النقل الشفهي يناله الريبة والشكوك ويحتمل الخطأ والصواب وقد ينكره القائل لافتقاده إلى الدليل المادي ومن هنا يرد الشك بصحة النقل الشفهي بينما الاتصال المسموع دليل قاطع لا يقبل التوهم ولا اللبس وبالتالي يصعب رد الحديث المسموع منه مباشرة أو دفعه بالتبريرات.

وإذا كانت المجالس بالأمانة والإفشاء خيانة، فإن ذلك ينطبق على المحادثة الهاتفية في مجلس أو سيارة يتواجد فيه فلان وفلان، وعليه فإنه من حق المتصل أو متلقي المكالمة أن يكون على دراية بأن مكالمته على مكبر الصوت مع ذكر أسماء المتواجدين حوله والأفضل من هذا أن تستأذنه قبل أن تضعه على المكبر كحق أدبي وأخلاقي.

الأمر لا يقتصر على النميمة فقط، فهناك مخالفات أخرى في في المكالمة على مكبر الصوت ومنها بعض المواقف المحرجة للمتصل ذاته وأسرد هنا قصة حقيقية يرويها صاحبها:

ركبت سيارة صديق لي، اتصل عليه شخص ما، استقبل المكالمة عن طريق سماعة السيارة، كنت أسمع المكالمة كما يسمعها هو.

قال له المتصل بنبرة حزينة «يا فلان.. هل تصل فيك الأمور أن تقدم عرضا مغريا لمعلم مطعمي الأساسي؟ أنا لم أصدق ما سمعته يا أبا فلان!!! أدخلك مطعمي وأعرفك على المعلم، وأجعلك تتحدث معه لتستفيد من تجاربنا، وأفاجأ بأنك قدمت له عرضا ليتركني ويأتيك؟»

صاحبي ضاعت كلماته، واحمر وجهه، وشعر بإحراج ولم يستطع حتى الدفاع عن موقفه!!

أما أنا فبلا تخطيط.. ضعفت مكانة الرجل كثيرا في نفسي ولم أعد آمنه!».

ختاما، على المستوى الشخصي، تضعف الثقة عندي في من يستخدم المكبر في المكالمة أثناء وجودي معه دون علم الطرف الثالث؛ لأنه سيفعل ذات الأمر معي لاحقا حتى لو كان الحديث عاما لا يشوبه أسرار أو تجاوزات.

نقلا عن "مكة"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up